الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من الصواب ترك الدراسة في الجامعة المختلطة؟

السؤال

أنا أم، وابني الآن في السنة الرابعة من الهندسة. وقد بقيت له سنة للتخرج. ووالده متوفى، وقد أنفقت عليه في الجامعة ودفعت فيها كل فلوسي. وبعد هذا كله يريد أن يتركها؛ لأنها مختلطة، مع أنه يمكنه غض البصر؟!!
أرجوك الحكمة في الفتوى.
أنا غضبانة عليه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيُشْكر ابنك على حرصه على الاستقامة والعفاف، واجتناب ما يسخط الله، ونسأله -تعالى- أن يحفظه ويحفظ له دينه، وأن يجعله ذخرا وقرة عين لك في الدنيا والآخرة، وأن يغفر لوالده ويرحمه؛ إنه سميع مجيب.

ونوصيك بكثرة الدعاء لابنك بالتوفيق، فدعوة الوالدين مستجابة، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.
ولا شك في أنه إذا وجد ابنك جامعة ليس فيها اختلاط يكمل فيها، فهذا هو المطلوب، ولكن إن لم يجد، أو وجدها ولكنه قد يتضرر بالانتقال إليها، فليس عليه حرج في أن يبقى في جامعته هذه، خاصة وأنه قد بقيت له سنة واحدة للتخرج منها، وقد بذلت له المال الكثير في هذه الدراسة.

وليجتهد في تحري الابتعاد عن أسباب الفتنة، ويتخذ من الأمور ما يعينه على الحفاظ على دينه بصحبة زملائه الطلاب الصالحين والتعاون معهم على الخير، وليذكروه إذا نسي ويعينوه إذا تذكر، وليقتصر على حضور المحاضرات وينصرف بعدها إن لم تكن هنالك حاجة لبقائه في الجامعة.

ونحن في زماننا هذا في حاجة إلى أمثال ابنك من الصالحين؛ ليكونوا في المجالات التي تنتفع بهم الأمة كالطب والهندسة ونحو ذلك، فليتق الله ما استطاع، كما قال الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}.

ونوصيه بالحرص على رضاك ما أمكنه ذلك؛ ففي رضا الوالدين رضا الله عز وجل، روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني