الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث "..عريانا يجر ثوبه.."

السؤال

لقد دخلت إحدى المنتديات للحوار الإسلامي - المسيحي, ووجدت في إحدى المشاركات الحديث الآتي:"النبي صلوات الله عليه وسلامه يستقبل زائريه وهو عريان:
حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني حدثني أبي يحيى بن محمد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله عريانا يجر ثوبه، والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فأعتنقه وقبله.
راجع : سنن الترمذي كتاب الاستئذان باب ما في المعانقة والقبلة 295.
هل في كشف العورة ذرة من الشرف والأخلاق ؟. وهل استقبال النبي لزيد بن حارثة وهو عريان فيه ما يدل على العفة والأدب؟ هل هنالك إباحية أكثر من ذلك ؟؟ سؤال حاول أن تجيب عليه لنفسك وليس لنا !!!"
ما ذكر سالفا ليس كلامي ولكنها بعض الأسئله التي كانت في المشاركة.صدمتني هذه الأسئله ولا أدري كيف أرد. علما بأني بحثت فوجدت هذا الحديث مصنفا كحسن غريب.فأدركني بالجواب الشافي نظرا للضرر الحاصل من مثل هذه التعليقات جزاكم الله.و الله المعين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة على سؤالك ننصحك بأن لا تدخل إلى المنتديات التي يمكن أن يُنال فيها من الدين الإسلامي إلا وعندك من سلاح العلم ما يمكنك أن تدافع به أباطيل أولئك الذين همهم الوحيد هو التصيد لوجود ثغرة في تعاليم الإسلام وأخلاقه.

واعلم أن الحديث الذي ذكرت ليس في رتبة الصحيح ولا الحسن، لأن في سند الترمذي راويه إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني، وهو لين الحديث، وقد أخذه عن يحيى بن محمد وهو ضعيف، وكان ضريراً يتلقن، وقد أخذ هذا عن محمد بن إسحاق وهو صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر، فالحديث ضعيف كما تبين.

ثم على تقدير صحته فالذي جاء في شرحه، كما في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:... فقام إليه أي متوجهاً إليه عرياناً يجر ثوبه، أي رداءه من كمال فرحه بقدومه ومأتاه، قال في المفاتيح: تريد أنه -صلى الله عليه وسلم- كان ساتراً ما بين سرته وركبته، ولكن سقط رداؤه عن عاتقه فكان ما فوق سرته عرياناً. اهـ

وكيف يعقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون عارياً تماماً من الثياب مع ما امتلأت به كتب السنة من حضه على ستر العورة وكمال العفة والأخلاق الفاضلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني