الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الأم والإخوة الصلح وتغيير الهواتف لمنع التواصل

السؤال

أمّي، وبعض إخوتي قاطعوا أخي الكبير، وقادوه إلى المحكمة؛ لكي يبتعد عنهم نهائيًّا، ووصلوا لاستعمال السكين، وعند تدخّل أفراد العائلة للصلح، قاطعوا كل العائلة -من أعمام، وأخوال-، وعند تدّخلي أنا أيضًا للإصلاح، قاطعوني أيضًا، وهذا منذ أكثر من سنتين، وغادروا المدينة التي كانوا يسكنون بها، ولا نعلم عنوانهم، وهذا لأتفه الأسباب، وقالوا لي: عقوق الأمّ من قبل أخي الأكبر أخطر من قطع الرحم، مع أنه لم يعتدِ على أمّي، وأنا أشهد على هذا، وحاولت إصلاح الأمور مرات ومرات خلال سنتين، وفي الأخير قيل لي: لا نريد الصلح، وقاطعوني، وغيّروا أرقام هواتفهم، ورحلوا من البلدة، فلم يبق لي ولأخي إلا الدعاء لهم بالهداية، واكتفينا بالابتعاد، وعدم البحث عنهم -غفر الله لنا ولهم-، ولست أدري ما العمل؛ إذ لم يستمعوا لأحد، ولا يريدون كلمة الحق، فهل هناك ما يسمى: عقوق الوالدين للأبناء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الشرع قد حثّ على الألفة، والمودة بين المسلمين، ويتأكّد ذلك في حق الوالدين مع الأولاد، والعكس، وكذا في حق ذوي الرحم عمومًا، وسبق لنا بيان جملة من النصوص في ذلك، فراجع الفتوى: 410290.

فهذا هو الأصل الذي ينبغي أن يكون عليه الحال عندكم، فما ذكرت من الخصام في أسرتكم أمر غريب، وخاصة عندما تكون الأم طرفًا في المشكلة، والمرجوّ من مثلها أن يكون الصلح على يدها.

فنوصي بالدعاء لهم بالهداية؛ فذلك من أعظم الإحسان إلى الرحم؛ فلعل الله عز وجل يرزقهم الرشد، والصواب؛ فيعودوا إليكم، أو يتواصلوا معكم.

وإن أمكنكما الوصول إليهم، وتوسيط أهل الخير في سبيل الإصلاح؛ فهو أمر حسن.

وسؤالك عما إن كان هناك عقوق الوالدين للأبناء؟

فالظاهر أنك تعني بهم تقصير الوالدين بهذه التصرفات في حقّكم.

فإذا كان هذا هو المقصود، فإن ما قاموا به من رفضهم الصلح، وإيثارهم القطيعة، وتغييرهم هواتفهم؛ لمنع التواصل معكم، فيه تقصير بلا شك، وهو نوع من قطيعة الرحم، وهذه القطيعة من كبائر الذنوب، ولمزيد الفائدة، نرجو مطالعة الفتوى: 116567.

نسأل الله تعالى لهم الهداية، وأن يصلح الحال، وتسود بينكم الألفة، والمودة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني