الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من اكتسب مالًا من عمل كفري ونال به درجة علمية في مجال مباح

السؤال

من استعمل مالًا حصل عليه من عمل فيه عناصر الكفر، فهل الدرجة التي دفعها تجعله كافرًا، إذا استخدم تلك الدرجة الجامعية؟ أحاول التخلّص من بعض الأموال التي أعتقد أنها مكتسبة من الكفر، فما الحكم إذا استخدمت هذه الدرجة في المستقبل؟
أنا أترجم لأناس مختلفين، وبعض الناس قد يقلّلون من شأن الإسلام، أو يسخرون منه؛ ولهذا السبب أطرح هذا السؤال، فأنا لا أترجم الكفر الذي يقولونه، لكني أسمعه، فهل هناك فرق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يستوي قول الكفر مع سماعه في الحكم، إلا إذا كان المستمع مُقِرًّا، أو راضيًا به. وسكوت المسلم عن الكفر، لا يلزم منه كفره إلا بذلك أيضًا، بل إن الإعانة على الكفر لا تكون كفرًا إلا في حال الرضا بالكفر، وقبوله، أو محبته، ونحو ذلك من أعمال القلوب. وراجعي في ذلك الفتاوى: 421123، 354319، 137829.

وإذا تقرر ذلك؛ فقد زال الأصل الذي بنت عليه السائلة سؤالها.

وإذا فرضنا أن إنسانًا اكتسب مالًا من عمل كفري بالفعل، ونال بهذا المال درجة علمية في مجال مباح؛ فإن العمل بهذه الشهادة لا يحرم عليه، فضلًا عن اعتباره كفرًا!

وقصارى القول: إنه يجب عليه التوبة، والاستغفار. وأما الشهادة؛ فلا حرج في العمل بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني