الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من سرق حساب الفيسبوك لشخص لا يعرفه وطوّره واكتسب منه مالًا

السؤال

عندما كنت أبلغ من العمر 23 سنة، سرقت حساب الفيسبوك لأحد الأشخاص الذين لا أعرفهم، وبعدها بخمس سنين استخدمت ذلك الحساب وطوّرته؛ مما ساعدني على العمل عبر الإنترنت، وكسب المال، أي أني حققت أرباحًا لا بأس بها، واستعملتها في بناء منزل، وشراء سيارة، فما حكم السرقة؟ وكيف أبرئ ذمّتي من صاحب الحساب؟ علمًا أنني لا أعرفه، وهل يمكنني مواصلة استعمال الحساب؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تستطيع أن تصل لصاحب الحساب، فتستحلّه، أو تردُّ له حسابه؛ فلتفعل ذلك.

وإن كنت لا تستطيع؛ فلتستغفر الله تعالى، ولتتب فيما بينك وبينه، ولتكثر من الأعمال الصالحة، والاستغفار، والدعاء لصاحب الحساب، ولتتضرع إلى الله تعالى أن يرضي عنك خصمك يوم القيامة، ويتحمّل عنك هذه التبعة، وانظر الفتوى: 336325.

وأما مواصلة استخدام الحساب؛ فنرى أن التوقّف عن ذلك من جملة توبتك؛ لأنه ليس لك، وفي مواصلة استخدامه مواصلة للتعدّي على حق الغير.

وأما بالنسبة للمال الذي اكتسبته، فإن كان ذلك نتيجة لجهدك أنت، وتم بطريقة مباحة في ذاتها؛ فالربح لك دون صاحب الحساب، ويتأكّد ذلك على مذهب من يجعل الربح الناتج عن استثمار المال المغصوب تبعًا للجهد المبذول، لا لرأس المال، وهو قول المالكية، والشافعية. وانظر الفتوى: 50753.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني