الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من دفع مع صديقه قسط الكراء ولم يسكن في الشقة، فهل يجوز له المطالبة بقسطه؟

السؤال

أنا طالب جامعي، وطلب مني أحد الأصدقاء أن أبحث له عن شقة لنكتريها معًا طيلة فترة الدراسة، وتعذّر عليه الذهاب للبحث معي، فبحثت وحدي، ووجدت شقة متواضعة تكفي اثنين، يتوفر فيها ضروريات الطالب، وبأقل كلفة، وقد وصفتها له، ووافق على الكراء معي، وأرسل لي نصف ثمن كراء الشقة للدفع، ثم عدت أدراجي.
ومع بداية الدروس في النصف الثاني من الشهر رجعت إلى الشقة للدراسة، إلا أن زميلي لم يَعُد بسبب إضراب إدارة المؤسسة الجامعية التي يدرس بها، ولا زلت في أول ستة أيام في السكن، وراسلتني الجامعة، ويتوجب عليَّ فورًا مغادرة الشقة، والانتقال إلى محافظة أخرى< لأستكمل دراسة الهندسة، وأبدأ سنة جديدة، مع العلم أني أعلمت صديقي باحتمال المغادرة قبل مواصلة الكراء، وقَبِل بذلك.
وفي نهاية الشهر راسلني، وطلب مني أن أعيد له قسط الكراء الذي دفعه؛ لأنه لم يسكن في الشقة طيلة الشهر، وهو يعلم أني لم أسكن فيها سوى ستة أيام فقط، ودفعت ثمن كراء شقة أخرى في المحافظة التي انتقلت إليها مؤخرًا، فهل يجوز له طلب إرجاع نصيبه من الكراء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي ضوء ما ذكر في السؤال، فليس من حق صاحبك استرجاع ما دفعه في الكراء، حتى وإن لم يسكن الشقة، ما دام قد دخل في عقد الإجارة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «اقتضاء الصراط المستقيم»: لو اكترى دارًا لينام فيها، أو يسكنها؛ فإن ‌الأجرة ‌تستحق عليه، وإن لم يفعل ذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني