الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل مع مَن يوهم العملاء الكفّار أن القطع القديمة تالفة ليستبدلها بأخرى جديدة

السؤال

أعمل مع شخص مسلم عربي، في مجال تصليح أبواب الكراجات، في إحدى الدول الغربية الغالب على سكانها الإلحاد، وهذا الشخص يبدّل القطع القديمة بالجديدة، رغم أنها تعمل؛ ليكسب المال عن طريق بيع تلك القطع، فهل عملي معه يعدّ كسبًا لمال حرام؛ رغم أني نصحته مرارًا وتكرارًا؟ وهو يصلي ويصوم، يستجيب للنصح فترة، ثم يعود. أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تعني أن صاحب العمل يوهم زبائنه بأن القطعة القديمة تالفة، وهي في الحقيقة صالحة، ويستبدلها بواحدة جديدة؛ فلا شك أن هذا من الغش، والخديعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الْمَكْرُ، وَالْخَدِيعَةُ، وَالْخِيَانَةُ فِي النَّارِ. رواه الحاكم، وحسنه الألباني. وروى الإمام أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ غَشَّنَا؛ فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ، وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ.

فلا يجوز لك حينئذ العمل معه فيما يخدع فيه الناس، وما تكسبه معه من هذا الخداع كسب خبيث.

وكون الزبائن كفّارًا؛ لا يبيح غشّهم، ومخادعتهم، وقد بينا في الفتوى: 158181 أن الكافر غير الحربيّ لا يجوز غشّه، ومخادعته، كالمسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني