الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاحتفاظ بصور المانجا والأنمي التي فيها عناق بريء بين شاب وفتاة

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 13 سنة، ولدي سؤال عن حكم الاحتفاظ بصور الأنمي والمانجا التي فيها عناق بريء بين فتاة وفتى، علمًا أنني أقوم احتياطًا بقص الجزء السفلي من الصورة، وأختار صورًا بريئة، أي: أن معنى العناق فيها ليس مقصده الشهوة -كما ذكرت-، كما أنني أبتعد عن نشر هذه الصور -مع أنها بريئة- في حسابات التواصل الاجتماعي، وكنت سأرسلها لأحد صديقاتي على أحد حساباتي، لكنني شككت في أن تكون الصورة حرامًا؛ فتوجهت لكي أسألكم. وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز الاحتفاظ بتلك الصور التي يعانق فيها ذكرٌ أنثى، ولا يصحّ وصفها بالبريئة؛ إذ معانقته لها في الواقع أمر محرم، ولو لم يكن مصحوبًا بالشهوة؛ فالشرع جاء بمنع مصافحة الأجنبية، والخلوة بها، ولو خلت المصافحة أو الخلوة من الشهوة، فكيف تجوز المعانقة!؟

وإذا لم تجز المعانقة، فإن ما حرم فعله؛ لا تجوز مشاهدته، جاء في تحفة المحتاج: وَكُلُّ مَا حَرُمَ؛ حَرُمَ التَّفَرُّجُ عَلَيْهِ. اهـ.

ولا شك أن الاحتفاظ بصوره مظنة مشاهدته؛ فأتلفي -يا بُنَيَّتِي- تلك الصور، واشغلي نفسك بمعالي الأمور، وابتعدي عن سفاسفها؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ، وأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا. رواه الطبراني، وغيره.

ومعنى سفسافها: أي: رديئها، قال ابن الأثير في النهاية: السفْساف الأمرُ الحقيرُ، والرديء من كل شيء، وهو ضدّ المعالِي والمكارِم، وأصله ما يطير من غُبار الدقيق إذا نُخِل، والترابِ إذا أثير. اهـ.

واحذري من تلك التي يسمونها صداقات أو صورًا بريئة؛ فإنها شر وبلاء، وخطوة من خطوات الشيطان التي يستدرج بها العباد إلى الوقوع في المعاصي، وكم من محرم ارتُكِبَ تحت شماعة العلاقات، والصور البريئة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني