الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمل قائمة محاسبية لشركة توهم المشترين بأنهم يصنعون المنتجات

السؤال

أعمل مع أبي محاسبًا في شركته، وهذه الشركة قائمة على المبيعات فقط، ولا تصنع المنتجات التي تبيعها، ونشاطها إنما هو ترويج المنتجات بعلامتنا الخاصة، ثم جلب الزبائن العازمين على الشراء، ثم التنسيق مع المصانع والموردين؛ لكي يقوموا بتنفيذ الطلب.
وفريق المبيعات في الشركة يوهم الزبائن، ويدّعي أمامهم أن الشركة تصنع منتجاتها؛ لأن هذا الادّعاء يعطي الشركة مكانة مرموقة، وثقة أكثر في نفوس الزبائن.
وقد كلّفني أبي بتحضير قائمة محاسبية توضح الدخل المالي للشركة من المبيعات، وتوضح المصاريف؛ كي يتم طرح هذا من الآخر، ونعلم مستوى الشركة المالي.
المشكلة الآن في مصروفات الشركة، فهي تتضمن رواتب الموظفين - وعملهم مباح، ولكنهم يكذبون-، ويتضمن مصاريف كثيرة أخرى -كالشحن، والهاتف، وإيجار المكتب، وغير ذلك-، وكثير من هذه المصروفات تتضمن غرامة التأخير عن السداد، فما حكم عملي؟
حاولت التهرب كثيرًا عن إعداد هذه القائمة، والمماطلة، والتأخير؛ لكي أعطي نفسي فرصة أن أدعو الله بأن يجعل لي مخرجًا من أبي الذي غضب كثيرًا بسبب المماطلة، فلو قمت بإسناد هذا العمل لشخص آخر؛ لكي أهرب منه، فهل يجوز ذلك؟ وقد قرأت على موقعكم فتاوى كثيرة، ووجدت التالي: "إذا عمل في شركة، وقام بتسجيل الفوائد الربوية بعد تمام عقودها، على سبيل ضبط أموال الشركة، وليس مشاركة في توثيق العقود الربوية؛ فليس عليه إثم الربا، ولا يكون أجر عمله محرمًا".

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر لنا أنّ قيامك بعمل قائمة محاسبية تتضمن تسجيل الأموال الداخلة للشركة والمصروفات؛ جائز، وليس داخلًا في الإعانة على المعاملات المحرمة، وراجع الفتوى: 412696.

لكن ينبغي لك نهي العاملين في الشركة عن الكذب، والغش، والخداع، وأمرهم بالصدق، والأمانة.

وكذا عليك بذل النصيحة لأبيك، وأمره بتحرّي الكسب الحلال، مع مراعاة حقّ الوالد، والتزام الأدب، والرفق معه؛ فإنّ أمر الوالد بالمعروف، ونهيه عن المنكر، ليس كأمر ونهي غيره، قال ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله-: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ.

وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ، يُعَلِّمُهُ، بِغَيْرِ عُنْفٍ، وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ. وَإِلَّا تَرَكَهُ. وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. انتهى من الآداب الشرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني