الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المحاذير الشرعية للمقامرة من جهة المراهنين

السؤال

ظهر موقع جديد للرهانات تودع فيه الأموال، وبعد ذلك يتم الرهان حسب كلام المدير ـ سيد الموقع ـ ويمكن أن تراهن ب 10 أو 20، أو أي مبلغ، والربح يأتيك حسب الكمية التي راهنت بها ، وكلما زادت، زاد الربح، فإذا كسب المدير الرهان كسبنا، وإذا خسر خسرنا، وأموالنا ترجع لنا كما هي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه الصورة وإن خلت من المخاطرة والمقامرة من جهة المراهنين في الموقع، باعتبار أنهم لا يتحملون شيئا من الخسارة إن حصلت، إلا أن فيها من المحاذير الشرعية الأخرى ما يحرمها، ومن ذلك:
ـ كون المراهنة خارجة عما ورد به النص: لا سبق إلا في نصل، أو خف، أو حافر ـ وما فيه معناه، ولا يجوز بذل العوض في هذا النوع من المراهنات مطلقًا، وانظر للفائدة الفتوى: 30673.

ـ كون المراهنين لا يتحملون الخسارة، لا يعني عدم حصولها، وإنما يعني أن الموقع ومديره ـ سيد الموقع ـ هو من يتحملها وحده، بسبب مقامرته وتعامله بالميسر المحرم، والمراهنون يعينونه على ذلك، ويُقرّون هذه المعاملة المحرمة، ويشاركون في ربحها إن حصل، فيكون ربحهم من مال محرم.

ـ أن مبلغ الرهان باعتباره مضمونا على الموقع، ولا يحتمل إلا الربح، يجعله في معنى القرض للموقع، فإذا جر نفعاً لصاحبه كان ربا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني