الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بناء منبر النبي صلى الله عليه وسلم وصفته

السؤال

يا شيخ الحديث، كيف كان منبر الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ماذا كان بناؤه، هل من طين أو خشب وهل كان عالياً وهل هو الذي الآن موجود في مسجد المدينة أو عند الكعبة؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كان منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث درجات بغير المستراح، وهو من طرفاء الغابة وهي شجرة الأثل على الأصح، ولا يوجد المنبر النبوي حالياً لا في المسجد الحرام في مكة المكرمة ولا في المسجد النبوي في المدينة المنورة، لأنه احترق وأبدل بغيره، قال قليوبي رحمه الله في حاشيته على شرح الجلال المحلي على منهاج الطالبين: فلما احترق أبدله المظفر صاحب اليمن بغيره، ثم أبدله الظاهر بغيره ثم أبدله المؤيد شيخ بغيره، ثم أبدله الظاهر خوش.... فلما احترق أبدله السلطان الأشرف قايتباي طاب ثراه بالمنبر الرخام الموجود الآن على صفة منبر معاوية تقريباً.

وفي صحيح مسلم عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه: أن نفرا جاءوا إلى سهل بن سعد قد تماروا في المنبر، من أي عود هو فقال: أما والله إني لأعرف من أي عود هو، ومن عمله، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول يوم جلس عليه، قال: فقلت: له يا أبا عباس فحدثنا، قال: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة قال أبو حازم: إنه ليسميها يومئذ، انظري غلامك النجار يعمل لي أعواداً أكلم الناس عليها، فعمل هذه الثلاث درجات ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت هذا الموضع، فهي من طرفاء الغابة، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه، وهو على المنبر ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني