الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما تعريف الرذيلة، ووصفها في الشرع؟ وما أحكامها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالرذيلة مشتقة من الرذل، الذي هو الرديء من كل شيء، جاء في المحكم والمحيط الأعظم: والرُّذالُ والرُّذالَةُ: ما انْتُقِيَ جَيِّدُه، وبَقِيَ رَدِيئُه. والرًّذِيلَةُ ضِدُّ الفَضِيلة. انتهى.

وجاء في القاموس المحيط للفيروزابادي: الرَّذْلُ والرُّذالُ والرَّذيل والأرْذَلُ: الدُّونُ الخَسيسُ، أو الرَّدِيءُ من كلِّ شيءٍ ... والرَّذيلَةُ: ضِدُّ الفَضيلَةِ. انتهى.

ولا يختلف المراد بها شرعًا عن المعنى اللغوي لها؛ فالعلماء الشرعيون يقولون: إنها الخصلة الذميمة؛ فهي ضدّ الفضيلة، كما ذكر اللغويون، فقد يقال مثلًا: رذيلة البخل، ورذيلة السرقة، ورذيلة الغصب، وغير ذلك من الأخلاق الذميمة، قال المناوي في فيض القدير: (أفضل الفضائل) جمع فضيلة. قال الراغب: وهي اسم لما يحصل به للإنسان مزية على الغير ... ويضادّها الرذيلة. اهـ.

وقال الصنعاني في التَّنوير شَرْح الجَامِع الصَّغِيرِ: وكمال الخلق دليل كمال العقل؛ لأنه الذي تقتبس منه الفضائل، وتجتنب به الرذائل. اهـ.

إذا علمت هذا؛ عرفت أن أشمل تعريف للرذيلة شرعًا ولغة هو أنها الخصلة الذميمة، وأن إعطاءها حكمًا شرعيًّا شاملًا غير وارد، ولا مُتَأتٍّ؛ لاختلاف سياق مواردها، والمقصود منها، فقد تكون بخلًا، وقد تكون سرقةً، أو غصبًا، أو زنىً، أو غير ذلك، ولكل واحد حكم يختلف فيه عن غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني