الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقد الذاكرة لا يسقط الأمر بالبر والصلة والإحسان

السؤال

أريد أن أسألكم جزاكم الله خيراً عن صلة الرحم، فلي جد ((والد أمي)) مريض فلا يشعر بمن حوله ((فاقد الذاكرة )) لكبر سنه، فما حكم زيارتنا له هل هي واجبة أم لا، تحق لنا لأنه لا يشعر، وما حكم زيارة أمي له مع العلم بأننا في غير منطقته أي هل نسافر من أجل زيارت؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد فال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (محمد:22-23)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فهو لك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاقرأوا إن شئتم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ.

وأقرب الأرحام وأحقهم بالصلة الآباء والأمهات وأبناؤهم... وقد حث القرآن الكريم والسنة النبوية على صلتهما وبرهما والإحسان إليهما...

وعلى هذا فإن عليكم جميعاً وعلى أمك خاصة صلة أبيها، والإحسان إليه بكل وسيلة ممكنة، ومن ذلك الزيارة إن أمكنت، وكونه فاقد الذاكرة لا يسقط الأمر بصلته وبره والإحسان إليه، فهذه عبادة وأمر من الله تعالى يجب امتثاله، وفيه صلة أرحامكم الآخرين وتوثيق المودة وتقوية الروابط والمحبة بينكم وأداء لحق والدكم.

ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 6719.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني