الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحويل الحساب إلى حساب ربويٍّ للانتفاع بالفوائد الربوية في سداد الدّيون والدراسة

السؤال

أنا طالبٌ عربيٌّ أدرس الطب في دولةٍ أجنبيةٍ، وبعد أن سافرت ساءت أوضاع العائلة المادية، وأصبحت أسرتي مدينة؛ بسبب سوء الأوضاع المعيشية في بلدي، وبسبب التكاليف الكبيرة للدراسة والمعيشة هنا، ففكّرت أن أؤجّل دفع النقود التي سيرسلها أهلي للجامعة، وأن أحوّل حسابي البنكي من حساب دون فوائد إلى حساب بفوائد؛ حتى أخفف العبء عن أهلي، علمًا أنني وعائلتي لم نقبل أي نقودٍ ربويةٍ من قبل، وأغلب الأموال التي يرسلها لي أهلي أُخِذت دَينًا من الناس، وبسبب الأوضاع المعيشية الصعبة فإن احتمال الاستمرار بالدَّين للسنوات القادمة حتى الانتهاء من الدراسة صعب، فهل يجوز لي هذا الكسب غير الحلال للضرورة؟ وإن كان لا يجوز، فهل يجوز أخذه مؤقتًا إلى أن ييسر الله الأمور، ثم أخرج الفوائد التي أخذتها مع كفارة المال؟ أفتوني -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك تحويل حسابك البنكيّ إلى حساب ربويٍّ، لتأخذ الفوائد الربوية، وتنتفع بها في الإنفاق على الدراسة، أو سداد الديون، أو غير ذلك؛ فأكل الربا من أكبر الكبائر، ومن السبع الموبقات، ومما يوجب اللعن، ويمحق البركة، وراجع الفتويين: 451099، 452959.

واعلم أنّ العبد إذا كان حريصًا على مرضاة الله، واجتناب سخطه، وكان متوكلًا على الله؛ فسوف يرزقه رزقًا طيبًا، وييسر له سبل الكسب الحلال، ويكفيه ما أهمّه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2ـ 3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني