الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بعدم مداعبة الزوجة قبل الزفاف مراعاة للعرف

السؤال

عقدت القِران على ابنة خالتي, ولديَّ بعض التساؤلات. على حسب الفتاوى التي قرأتها في موقعكم المبارك, فإنها حلال عليَّ، ويجوز لنا ما يجوز بين الزوج وزوجته.
ولكن الانسان لا يعرف ما خبأه الله له, فنحن نشهد حالات عديدة من الطلاق بعد عقد القِران، وقبل حفل الزفاف, وهذا يجعل في داخلي شعورا بعدم الارتياح أو الخوف, فلا أريد أن أفعل معها أيَّ شيء نندم على فعله في حالة انفصلنا -لا سمح الله-. لا أتكلم عن الجماع، وإنما المداعبة أو التقبيل مثلا. فأنا أخاف على مشاعرها قبل مشاعري. هل خوفي طبيعي؟ وماذا تقولون؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأمر على ما بيناه في فتاوانا السابقة من كون العقد على المرأة يجعلها زوجة له، يحل له منها ما يحل للزوج من زوجته.

وعادة ما ننبه إلى أنه ينبغي مراعاة ما جرى به العرف، بمعنى أنه إذا كان العرف جاريا في بلاد ما بأن الزوج قبل إشهار الزواج وإعلانه يظل بعيدا عن امرأته، ولا يخالطها؛ أنه ينبغي مراعاة هذا العرف، وعدم الخروج عليه؛ لئلا يحرجها، أو يحرج أهلها، أو يحرج نفسه.

فأنت مصيب باجتنابك زوجتك بعد العقد وقبل الزفاف. إذا كان ذلك هو مقتضى العرف، وجزاك الله خيرا على حرصك على مراعاة مشاعرها، وخوفك من أن تفعل ما تفعل، ثم يكون الفراق، والحرج خوف في محله.

فاصبر واجتهد في المبادرة إلى إكمال الزواج ما أمكن، فالزواج من الخير، وقد قال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}، وفي الزواج من المصالح التي ينبغي الحرص عليها والمبادرة إليها، خاصة مع احتمال وجود العوارض والعوائق.

ولمزيد الفائدة راجع الفتوى: 194929.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني