الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك إجراء عملية نسبة نجاحها ضئيلة

السؤال

ولدت أربعة أطفال توائم -ولادة مبكرة- في الأسبوع الرابع والعشرين. توفي أحدهم نتيجة تعطل أعضائه الداخلية. والآن طفل منهم لديه نزيف على الدماغ من الدرجة الرابعة، ورأسه مليء بالسوائل نتيجة نزيف الدماغ، ويعيش فقط على مسكنات الألم، والكلى عنده أصبحت ضعيفة جدا، والإخراج أيضا، وهناك ثقب في الأمعاء، وعليه أجهزة تنفس، وبطنه انتفخ بسبب عدم الإخراج، وبسبب تجمع الهواء فيه، والطبيب رفض عمل عملية لصغر حجمه، وقلة وزنه الذي لم يصل إلى 600 غرام.
اليوم أخبرتني الطبيبة المختصة أنه ممكن أن يقوم طبيب بفتح ثقب في بطنه، يساعده في التخلص من الهواء، ولكن هذا لا يعني شفاءه، بل ممكن أن يزيد ألمه. كما أن النزيف الذي حصل في دماغه سوف يعرضه إلى إعاقة مستديمة مؤكدة، وإجراء العملية لا يعني شفاءه، بل زيادة عدد أيامه في الحياة، بعد إرادة رب العالمين، ولكن بألم. فهل الامتناع عن إجراء العملية يعتبر حراما، وتقصيرا في حقه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنقول ابتداء: نسأل الله أن يجعل من مات من أطفالك فرطا لك وشفيعا مجابا، وأن يشفي من بقي مريضا.

وانظري الفتوى: 3499 في كون الصبر على وفاة الأبناء واحتسابهم جزاؤه الجنة، ومثلها الفتوى: 123003.

وإجراء العملية داخل في باب التداوي، والعلماء مختلفون في حكم التداوي بعد اتفاقهم على عدم وجوبه إلا أن يكون الأثر قطعيا، وتنظر الفتوى: 262165.

وعليه؛ فلا إثم عليكم في ترك إجراء هذه العملية، ما دام الأثر المرجو منها ظنيا، كما هو واضح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني