الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العلاج بعصارة الشعير المحتوية على كمية قليلة من الكحول

السؤال

أنا طالب أعيش في فرنسا، وأشكو من آلام في المعدة، ونصحني الطبيب بشرب عصارة الشعير أو ما يسمى البيرة، ولكن بشرط من غير كحول، المشكلة أنني لم أجد البيرة الخالية تماماً من الكحول، إذ تجد مكتوباً عليها خالية من الكحول ولكن عندما تدقق في المكونات تجد أنها تحتوي على كمية قليلة من الكحول الأمر الذي أخبرت بأنه لا يمكن التخلص منه، هل أستعمل هذا النوع من الشراب أم لا، أفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك شفاء تاماً لا يغادر سقماً، وفيما يتعلق بسؤالك، فطالما أن الطبيب قد أرشدك إلى شرب عصارة الشعير، وبشرط أن تكون خالية من الكحول، فبإمكانك أن تعد الشعير بنفسك وتصنع منه شراباً تأمن فيه الخلُّو من أي شيء من المسكرات، فإن "كل مسكر حرام" كما روى الشيخان وغيرهما من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فإن تعذر عليك إعداد الشراب المذكور ولم تجد وسيلة أخرى للعلاج فعد إلى الطبيب الذي أمرك بالدواء ليبحث لك عن حل آخر للمسألة، فإن لم يجد لك غيره وأخبر بأن شربه على الكيفية التي هو بها ضروري لصحتك، فلا مانع حينئذ من تناوله، لأن الضرورات تبيح المحظورات، قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119]، وقال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن:16]، والضرورة تقدر بقدرها، فمتى حصل الاستغناء عن شيء من ذلك بحصول الشفاء أو بوجود البديل المباح وجب الابتعاد عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني