الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مَن أراد نُصح آخر بتجنّب عيوب شخص معيّن

السؤال

الكلام عن سيئات شخص آخر يعلّمنا عادة أن نبتعد عنها، وأن لا نقع فيها بأنفسنا، لكن ذكر الإنسان لغيره ما يكرهه في غيابه يعتبر غيبة، وهي حرام، فكيف نتعلّم من أخطاء الآخرين، ونعلّم الأطفال كذلك دون اغتياب الناس في حال ارتكابهم الذنوب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب على المسلم أن يتجنّب الغيبة المحرمة، وهي ذكر المسلم بما فيه في غيابه مما يكره أن يُذكر به، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ. قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ، فَقَدْ بَهَتَّهُ. رواه مسلم.

وأما إذا أردتِ نصح أحدٍ بتجنّب عيوب شخص معيّن؛ فاكتفي بالتنبيه على العيوب، دون تعيين ذلك الشخص، أو الإشارة إليه بما يؤول إلى تعيينه؛ كأن تقولي: من الناس من يقول كذا، أو ينهى عن كذا ويأتيه، أو يتّصف بكذا، ونحو ذلك مما يتحقّق به الغرض دون الوقوع في غيبة ذلك الشخص وتعيينه.

وراجعي للفائدة الفتوى: 186453، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني