الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعجاب بالغرب والانبهار بحضارته.. النظرة البديلة

السؤال

يعتبر بعض الشباب الذين أغرتهم المدنية الغربية أن الاطلاع على حضارة الغرب مقدم على معرفة حضارته وقيمه وأسس شريعته بدعوى أن من تعلم ثقافة قوم أمن مكرهم
فكيف تنظرون إلى هذا الفكر عند الشباب؟
وما هي نصيحتكم لمثل هؤلاء الشباب؟
ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه نظرة خاطئة وفكرة خطيرة، منبعها الإعجاب بالغرب والانبهار بحضارته، وهي نتيجة حتمية من نتائج الغزو الفكري الذي أثر على عقول وأفكار كثير من ضعاف النفوس من ذراري المسلمين بسبب عدم تحصنهم بالثقافة الإسلامية الأصلية، وعدم الاعتزاز بتاريخهم المجيد.

وإلا، فكيف يقدم المسلم الاطلاع على حضارة الغرب على الاطلاع على ثقافته وعقيدته وقيمه وتعلمها؟!.

فمن المسلَّمات عندنا أن يقدم المرء الأهم فالأهم، وإذا قدم الشاب تعلم ثقافة القوم هناك فمعنى هذا أنها أهم عنده من ثقافته وعقيدته وشريعة ربه.

وفي هذا ما لا يخفى من الخطر على الشخص من الانسلاخ عن الدين والإعجاب بالأعداء الذين سبقت ثقافتهم إلى قلبه فصادفته خليا فتمكنت منه.

ثم إن عندنا –نحن المسلمين- ترتيب لطلب العلم والمعرفة، فأول ما يبدأ به المسلم من المعارف معرفة عقيدته وتصحيح إيمانه، ثم معرفة فرض عينه، ثم فروض الكفاية، ثم بقية المعارف الأخرى.

ولا مانع شرعا ولا عقلا من أن يتعلم المسلم ثقافة الغرب أو الشرق، ويطلع على حضارتهم وينتفع بما فيها من منافع دون أن تأسره وتستولي على فكره، فيكون تبعا لهم كما وقع لبعض ضعاف النفوس من أبناء المسلمين، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، وقد استفاد المسلمون الأوائل من حضارة الفرس والرومان دون أن يؤثر ذلك في عقيدتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم.

نسأل الله للجميع التوفيق والهداية والسداد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني