الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أغرى شخصا بحبه ثم تاب وما زال الآخر يتمادى

السؤال

هل يأثم الشخص، ويعد ظالما إذا أوقع شخصا آخر في حبه، وبعد أن عرف خطورة هذا الأمر، واكتشف أيضا أنه لم يعد يريده، تاب هو؟
وما زال الطرف الثاني يحبه، ويريده، وقد يكون أيضا يرتكب معاصي بسبب هذا الحب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان المقصود أن هذا الشخص قد قام بما يغري الآخر بالوقوع في علاقة آثمة معه، فلا شك في أنه شريك له في الإثم؛ لكونه متسببًا في ذلك.

فالمسلم منهي عن أن يعين غيره على المعصية بقول أو فعل، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

وروى مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.

ولا يكون ظالما لهذا الآخر بهذا التسبب، وليس له حق عليه، بل هو من جنى على نفسه حين جاراه في هذه المعصية.

وقد أحسن هذا الشخص بتوبته إلى الله -عز وجل-، وقطع هذه العلاقة، تقبل الله توبته، ولا إثم عليه بتمادي الآخر في هذه العلاقة من طرفه، ولا فيما قد يرتكب بسبب هذا التمادي من آثام.

وراجعي الفتوى: 225634.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني