الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز تأخير من تقدم لإمامة المصلين؟

السؤال

غاب الإمام الراتب عن إحدى الصلوات، فلاحظ ذلك أحد المصلين، فتقدم للإمامة بعد ما أقيمت الصلاة من قبل أحد المصلين، وطلب الإذن من شخص يقرب للإمام، وعادة ما يصلي في غيابه، فوافق.
وعندما تقدم للإمامة -وقبل أن يكبر- أرجعه أحد المصلين ليقوم بالإمامة قريب الإمام دون أن يطلب منه ذلك، فعاد للصف المصلي الأول، وتقدم الآخر، وهو يشعر بالحرج من هذا الموقف.
هل هذا الفعل جائز؟ أي إرجاع من تقدم للصلاة لتفضيل آخر عليه، حتى وإن لم يطلب؟
ملحوظة: لم يُرَ المصلي الذي تم إرجاعه في المسجد مرة أخرى.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الشخص الذي تقدم للإمامة مرضيًا عند الجماعة، وتتوفر فيه شروط الإمامة، وليس في الجماعة من هو أحق بها منه؛ فلا يحق لغير الإمام، أو نائبه منعه، والاعتراض عليه من غير مسوغ شرعي.

وقد بيَنا شروط إمامة الصلاة، ومن هو أحق بها في الفتوى: 9642. ومن يتقدم لها في حال غياب الإمام في الفتوى: 294466.

ولكن لا ينبغي لهذا الرجل الذي تقدم أن يتأثر بسبب الاعتراض عليه، أو يهجر المسجد بسبب ذلك؛ لأنه إن كان أهلا للإمامة شرعا ومرضيا عند الجماعة؛ فلا يضره منعه، أو تقدم غيره للصلاة بالناس.

أما إذا كان غير أهل للإمامة؛ فما فعله هذا الشخص من الاعتراض عليه، وتقديم غيره ممن يصلح للإمامة هو الصواب؛ فإن الإمامة شأنها عظيم، ولا يشرع أن يتقدم لها من ليس أهلًا لها، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ.

قال العلماء: ضامن، أَي متكفل بِصِحَّة صَلَاة المقتدين لارتباط صلَاتهم بِصَلَاتِهِ، أو لأنه يحفظ عليهم صلاتهم، ويتحمل القراءة عنهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني