الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المساهمة في شركة تقوم على خدمة مرتكبي المنكرات

السؤال

تقبل الله عملكم مشايخنا الأفاضل، وجعله في ميزان حسناتكم، وأشكركم على المجهودات التي تبذلونها للإجابة على مختلف الأسئلة، وسؤالي هو: هل تجوز المساهمة في شركة تعمل على الشاطئ في فصل الصيف، بحيث يكون الزبناء الوافدون من الأسر، والأفراد، معظمهم من شبه العراة، أو كاشفي العورات، وكذلك استخدام الموسيقى بصوت عال؟ وهل إذا حددت شخصا لينوب عني في الحضور في ذلك المكان لا أكون آثما؟ أم بمجرد أنني مكتتب بجزء من رأس مال في هذه الشركة أكون آثما؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا تجوز المساهمة في هذه الشركة التي ذكرت من حالها أنها تعمل على الشاطئ في فصل الصيف، وأن الغالب على مرتادي الشاطئ أنهم ممن لا يتقون الله تعالى، ويفعلون المحرمات -حسبت ما وصفت في السؤال-.

وعليه، فخدمتهم بما يعينهم على البقاء، والمكث، وفعل تلك المحظورات من إعانتهم على الباطل، وقد قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

وراجع الفتويين: 437356، 458641.

وعدم حضور المرء بنفسه إلى الشاطئ لا يبيح المساهمة في هذه الشركة، فاتق الله تعالى، واعلم أن سبل الكسب الحلال كثيرة لمن تحراها، ودرهم حلال، خير من ألف حرام، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن روح القدس نفث في رُوعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن مردويه، وحسنه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني