الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة من اعتقد كون سنة من سنن الصلاة فرضا

السؤال

قيل لي يوما إنك إذا اعتقدت أن أمرا هو في الأصل سنة في الصلاة، ولكن اعتبرته فرضا، تبطل صلاتك بذلك. فهل هذا الأمر صحيح؟
كمثال: إذا اعتبرت أن السدل في الصلاة هو الفرض، فإن صلاتك باطلة.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما ذُكر لك من كونك إذا اعتقدت كون سنة من سنن الصلاة فرضا -أنه تبطل صلاتك بذلك-؛ غير صواب. وصلاتك صحيحة -إن شاء الله تعالى-.

قال الدسوقي في حاشيته: والحاصل أنه إذا أخذ صفتها عن عالم، ولم يميز الفرض من غيره، فإن صلاته صحيحة إذا سلمت من الخلل، سواء علم أن فيها فرائض وسننا، أو اعتقد فرضية جميعها على الإجمال، أو اعتقد أن جميع أجزائها سنن، أو اعتقد أن الفرض سنة أو العكس، أو أنها فضيلة، أو اعتقد أن كل جزء منها فرض، وإن لم تسلم صلاته من الخلل فهي باطلة في الجميع.

هذا هو المعتمد كما قرره شيخنا، ويدل له قوله -عليه الصلاة والسلام-: صلوا كما رأيتموني أصلي. فلم يأمرهم إلا بفعل ما رأوا. انتهى.

وينبغي للمرء أن يحرص على التفقه في دينه، ولا سيما فيما يتعلق بفرض العين؛ كالصلاة، والصيام، وغيرهما. فقد قال الله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ {المجادلة:11}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. رواه البخاري ومسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني