الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الستر على التائب من الاقتراض بالربا

السؤال

اقترضت أمي قرضا ربويا دون علم أبي، منذ 3 سنوات، ولم أكن أعلم أنه حرام، ولما علمت حذرتها من أن تأخذ مرة أخرى، واستمرت الحياة حتى الشهر السابق، حيث اكتشفت أنها كانت تأخذ قروضا ربوية، لتسديد القرض الأول، حتى تضخم المبلغ، وأبي لا يعلم، وأصبحت تقترض من كل أحد، للسداد كل شهر، فهل علي القول لأبي، مع العلم أن أمي تابت، وأبي شديد، وغالبا سيطلقها، وهي لا تعمل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الاقتراض بالربا محرم، لما فيه من الإعانة على أكل الربا، ولا تجوز الإعانة على المعصية، كما قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

وثبت في صحيح مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء.

وقد أحسنت بنصحك لأمك، فجزاك الله خيرا، وكونها قد وفقت للتوبة، فهذا أمر طيب، نسأل الله عز وجل أن يتقبل توبتها وأن يقضي عنها دينها، والستر على المسلم مطلوب، وخاصة إن كان قد تاب من ذنبه، وإذا كان هذا في حق عامة المسلمين، فإنه متأكد في حق الأم، لعظيم مكانتها، ومنزلتها، وتأكد حقها على ولدها، وانظر الفتوى: 146575.

وإخبارك لأبيك بهذا الأمر قد يكون محض مفسدة، ولا تترتب عليه مصلحة، وإن وجدت مصلحة، فقد تكون مرجوحة، فلا تعلمه بما كان من أمك، وحاول أن تعينها، وأن تطلب من أبيك إعانتها بما يستطيع، دون تفصيل سبب الدين له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني