الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية معاملة الطفل إذا أخطأ

السؤال

ما حكم من عاقبت طفلا في السنة الخامسة من عمره بحرق ظاهر يده بسكين ملتهبة؛ لأنه قام بفعل بذيء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن من قامت بهذا الفعل قد أخطأت خطأ بيِّنًا، وأساءت إساءة بالغة، وفعلت ما يتنافى مع الرحمة، ويدل على الجفاء والقسوة.

وهو نوع من التعذيب بالنار، الذي ورد النهي عنه، كما في سنن أبي داود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار.

ولو كان هذا التصرف مع الكبير لاستحق شديد النكير، فكيف إذا كان مع طفل صغير في سن دون سن التمييز، وقد لا يعرف الطيب من الخبيث.

والغالب أن يكون قد دفعها لذلك الغضب، ولكن مثل هذه الأخطاء من الأطفال ينبغي أن تقابل بالتروي وهدوء النفس، لا بالعصبية والتشفي منه بمثل هذا العقاب، فالعصبي لا يحسن أن يربي أولاده التربية الحسنة.

ولنا في سيد المربين القدوة الحسنة، روى البخاري ومسلم -واللفظ لمسلم- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، والله ما قال لي: أُفًّا قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟.

ولا يعني هذا أن لا يوجه الطفل التوجيه الحسن، ويبين له خطأ تصرفه إن اقتضى الأمر ذلك.

والطفل في مثل هذه السن غالبا ما يميل لتقليد الآخرين في القول أو الفعل، ولذلك ينبغي للوالدين أن يجتهدا في أن يجعلاه في بيئة صالحة قائمة على مراعاة أحكام الشرع، وأن يجنباه كل بيئة فاسدة، لينشأ على الخير والصلاح، ويتربى تربية حسنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني