الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حضور الجماعة مع بقاء طعم البصل دون رائحته

السؤال

لو أكلت بَصَلًا في وجبة العشاء، ثم نمت، واستيقظت للفجر، وبقي طعم البصل في حلقي، فهل يجوز لي الذهاب للمسجد أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن أكل شيئًا له رائحة كريهة كالثوم، أو البصل، أو نحوهما، فيكره له دخول المسجد، ويرخص له في ترك الجماعة إن تعذر عليه إزالة ريحها، للأحاديث الصحيحة في ذلك، منها حديث ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أكل من هذه الشجرة -يعني الثوم- فلا يقربن مسجدنا. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية مسلم: مساجدنا.

وعن أنس قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من أكل من هذه الشجرة، فلا يقربنا، أو لا يصلين معنا. رواه البخاري، ومسلم.

وفي رواية لمسلم: من أكل البصل، والثوم، والكراث، فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم.

وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أنه خطب يوم جمعة، فقال في خطبته: ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين، لا أراهما إلا خبيثتين، هذا البصل، والثوم، لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد، أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما، فليمتهما طبخًا. رواه مسلم.

وعليه؛ فإذا كانت رائحة البصل باقية عند استيقاظك من نومك، وليس لديك ما تزيلها به من معجون أسنان، ونحوه، فلا تأت المسجد، وأما لو كانت رائحة البصل قد ذهبت، أو باقية، لكن لديك ما تقطعها به، وتزيل أثرها كمعجون الأسنان ونحوه، مما يزيلها، فاستعمله، واشهد صلاة الفجر مع جماعة المسلمين.

وأما بقاء طعم البصل وحده دون رائحة: فلا يمنع حضور الجماعة بالمسجد، لأن العبرة بإنبعاث الرائحة.

قال الصاوي في حاشيته على الشرح الصغير: فإن أزالها بشيء، أو زالت من نفسها؛ فلا منع. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني