الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحديد يوم للاجتماع لقراءة القرآن بطريقة الإدارة لكونه إجازة

السؤال

أنا متواجد في مسجد، وأصاحب أناسًا في المسجد، ونحن أصحاب للإمام، ومتفقون على أن نقوم كل يوم سبت بحلقة قرآن، يقرأ كل واحد صفحتين تقريبا، لختم جزء كل يوم سبت، فهل هذه بدعة؛ لأننا حددنا يوم السبت؟ مع العلم أنه اليوم الذي نكون على استعداد فيه؛ لأن الأيام الباقية تكون أيام دراسة، وأيام عمل، ولا نستطيع الجلوس.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أنَّ طريقتكم في تلاوة الجزء المقرر من القرآن كل يوم سبت، هي التي يسميها الفقهاء: الإدارة بالقرآن، حيث يقرأ كل شخص ما تيسر، ثم يكمل اللاحق من حيث توقف السابق، إلى أن تتم قراءة القدر المقرر قراءته بين أفراد المجموعة.

وهذه الطريقة مشروعة، بل مستحبة، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في كتابه: التبيان في آداب حملة القرآن: فصل: في الإدارة بالقرآن، وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشرًا، أو جزءًا، أو غير ذلك، ثم يسكت، ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر، وهذا جائز حسن، وقد سئل مالك -رحمه الله تعالى- عنه، فقال: لا بأس به. انتهى.

وأمَّا تخصيصكم يوم السبت بهذه المقرأة، لكونه يوم إجازتكم الأسبوعية، وتفرغكم من أشغالكم؛ فليس ببدعة؛ لأنكم لم تعتقدوا فضيلة القراءة في هذا اليوم، وإنَّما اخترتموه، لكونه مناسبًا للجميع.

وقد بيَّنَّا في الفتوى: 53947. متى يكون تخصيص يوم معين بشيء من العبادة داخلًا في حدِّ البدعة، وبينا الضابط في ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني