الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يلام من ابتغى ما أحل الله له ولا يساء به الظن

السؤال

أنا شاب ملتزم دينيًا، من عائلة محافظة، عقدت قراني على فتاة ملتزمة، ومن عائلة محترمة، وهي تحفظ أكثر من نصف القرآن الكريم. وبعد يومين من العقد، وفي أول جلسة وحدي معها في منزل أهلها، فعلت أشياء لم أتوقعها منها أبدًا في أول لقاء بيننا. فقد طلبت مني إمساك يدها، وبعدما فعلتُ ذلك ارتمت في حضني. وبعد أيام بدأت أكلمها على الهاتف، فأصبحت تفيض عليَّ بالمشاعر، وتلمح لي دائمًا أنها بحاجة لأن أحضنها، وأن أفعل معها الشيء ذاته عند زيارتها في المرة القادمة. أعلم أن هذا الأمر مشروع طالما أنه بعد العقد، لكن الشكوك في قلبي تراودني بشدة، جرَّاء هذا الفعل الجريء منها، في أول خلوة بيننا.
فهل هذا الأمر طبيعي بين العاقدَين؟ وهل جراءتها مقبولة؟ وبم تنصحونني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يتمّ عليك النعمة، ويبارك لك في زوجتك، ويجمع بينكما في خير.

واعلم أنّ ما ذكرتَه عن زوجتك؛ ليس فيه ما يستلزم الريبة، أو يستدعي القلق والشك، فلا تلتفت للشكوك والأوهام، وأحسن الظن بها، واحذر من إساءة الظنّ، دون مسوِّغ، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.

وفي حديث الصحيحين: إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث.

فالأصل إحسان الظن بالمسلمين، وحمل أقوالهم وأفعالهم على أحسن الوجوه، ومن ابتغى ما أحلّه الله؛ فلا يلام على ذلك.

قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: ومن تعاطى ما أحله الله له، فلا لوم عليه، ولا حرج. انتهى.

ونصيحتنا لكأان تعجل بإكمال أمر الزواج متى ما قدرت على ذلك، للفائدة انظر الفتوى: 416914.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني