الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الجمع بين بر الأب المريض والقيام بحق الزوجة والأولاد

السؤال

أنا متزوج، ولي 3 أطفال، أكبرهم عمره: 11 سنة، وأبي مريض في هذه الفترة، وشبه عاجز، ويسكن عند أخي، في محافظة من محافظات اليمن، وأنا أسكن في محافظة أخرى، تبعد عن المحافظة التي يسكن فيها أبي وأخي تقريبًا 12 ساعة بالسيارة، وحاليا أنا متواجد عند أبي وأخي، لأرعاه مع أخي وأمي، ولكن زوجتي وأولادي في المحافظة الأخرى، فهل من الصحيح تركهم هكذا وحدهم، وأستمر بالجلوس عند أبي؟ أم من الجائز ترك أبي عند أخي، والذهاب إلى زوجتي وأولادي، مع العلم أن أبي كان يسكن عندي، ولكنه لم يستطع تحمل الجو البارد، فأراد الذهاب إلى أخي، لأن الجو دافئ، ومناسب لحالته الصحية؟ وهل ذهابي والعودة إلى بيتي سيجعلني عاقا لأبي؟ وهل بقائي عند أبي سيجعلني مقصرا في حق زوجتي وأولادي؟ فبالي مشغول بأبي، وبزوجتي وأولادي.
أفتونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في عظم حقّ الوالد، ووجوب برّه، والإحسان إليه؛ خاصة إذا كان الوالد في حال ضعف، ومرض، لكنّ برّ الوالد والقيام بحقّه؛ لا ينحصر في المقام عنده، لا سيما إذا كان قائما بنفسه -أي غير محتاج للخدمة- أو عنده من يقوم عليه ولو بأجرة، فبرّ الوالدين باب واسع.

جاء في غذاء الألباب، في شرح منظومة الآداب: وَالْمَعْنَى الْجَامِعُ: إيصَالُ مَا أَمْكَنَ مِن الْخَيْرِ، وَدَفْعُ مَا أَمْكَنَ مِن الشَّرِّ، بِحَسَبِ الطَّاقَةِ. انتهى.
فإذا رجعت إلى أهلك، وأقمت معهم، وتعاهدت والدك بالسؤال، والزيارة، والإحسان بالمال -حسب الطاقة- ونحو ذلك؛ فقد بررت والدك، ولست عاقا له، وإذا كان بقاؤك مع أبيك؛ فيه تضييع لحق زوجتك وأولادك؛ فهذا غير جائز؛ والواجب عليك أن تعطي كل ذي حق حقّه، وتجمع بين برّ أبيك، والقيام بحقّ زوجتك وأولادك، فتقيم مع أولادك، وتوفيهم حقّهم، وتتعاهد والدك بالسؤال والزيارة -قدر وسعك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني