الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قطع صلة رحم من انتهك عرض إحدى محارمه من عدة سنين

السؤال

هل يجوز قطع صلة رحم الأخ الذي هتك عرض ابنة أخته، وهي صغيرة، منذ سنوات عديدة، على الرغم من تحذيره من فعل ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الرحم قد أمر الله -عز وجل- بصلتها، وحرم قطيعتها، فلا يجوز قطعها بالكلية، ولكن يجوز هجرها عند وجود موجب الهجر بارتكاب معصية، أو بدعة ونحو ذلك، على أن تراعى المصلحة، كما أوضح أهل العلم.

ويمكن مطالعة الفتوى: 196331، والفتوى: 21837.

وأحكام الحِسْبة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتعلق بالمنكر إذا كان قائما في الحال، ولا تتعلق بمنكر مضى، وقد يكون طال عليه الأمد، أو تاب منه صاحبه.

وقد ذكر أهل العلم في شروط الأمر المحتسب فيه: أن يكون قائما في الحال.

قال الغزالي في إحياء علوم الدين: (الركن الثاني للحسبة: ما فيه الحسبة)، وهو كل منكر موجود في الحال، ظاهر للمحتسب بغير تجسس، معلوم كونه منكرا بغير اجتهاد. فهذه أربعة شروط، فلنبحث عنها:....

الشرط الثاني: أن يكون موجودا في الحال: وهو احتراز أيضا عن الحسبة على من فرغ من شرب الخمر، فإن ذلك ليس إلى الآحاد وقد انقرض المنكر.... انتهى.

والهجر زجر للفاسق وعقوبة شرعية للمهجور؛ أداء لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وبالتالي فالمعتبر -إذن- هو الحال الذي عليه المرء الآن، لا ما مضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني