الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توضأ وعلى قدمه نقطة سوداء وصلى به عدة صلوات

السؤال

لو سمحتم أريد معرفة الحكم في الحالة التالية
مرة توضأت للصلاة وعندما كنت نشف قدمي قبل التكبير وجدت نقطة سوداء على طرف أصبع القدم على الظفر من الخارج وحجمها لا يتجاوز حبة العدس وعندما حاولت قليلا وليس جاهدا جدا بإزالتها بيدي ولم تذهب فظننت أنها ربما قطرة دم من تحت الجلد أو غيرة فصليت وأكملت صلاتي وبعد ثلاثة أيام نظرت من جديد إليها فلم أجدها أبدا وكأنها ذهبت فجأة والآن أنا أشك هل هي كانت بقعة من شيء يمنع وصول الماء عند الوضوء أم أنها كانت كما ظننت بقعة تحت الجلد أو غيره مع أنها ذهبت فجأة بعد ثلاثة أيام فهل علي إعادة صلاة ثلاثة أيام للطمأنية لأنني متشكك حتى الآن في ماهية كونها، أم ماذا أفعل وكثيرا ما تحدث معي مثل هكذا أشياء وأرى على أظافري أحيانا نقطاً صغيرة على ظاهر الجلد وتكون بعد أن أديت الصلاة فأشكك وأعيد إذا كانت صلاة أو صلاتين أما الآن فأنا عندي حوالي صلوات ثلاثة أيام فما رأيكم دام فضلكم ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت على يقين من أن هذه النقطة كانت على الرجل قبل الوضوء أو غلب على ظنك ذلك فكان الواجب عليك أن تزيلها، أو تبذل الوسع في إزالتها إذا كانت على ظاهر الجلد وكان له جرم حتى تتيقن من وصول الماء إلى البشرة أو تجتهد في ذلك قدر طاقتك، إذ من شروط صحة الوضوء وصول الماء إلى بشرة سائر أعضاء الوضوء التي يجب غسلها، ومن صلى بوضوء غير متيقن من توفر شروط الصحة فيه فصلاته لا تصح لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ. رواه البخاري، ومن القواعد المسلمة أن الذمة لا تبرأ إلا بمحقق لذا، فإنا نرى أن تعيد الصلوات التي صليتها بذلك الوضوء الذي لم تتوفر فيه شروط الصحة.

وكذلك الحكم فيمن صلى وعلى أظافره نقط سميكة تحول بين الماء وبين الظفر فعليه أن يعيد تلك الصلاة بعد إزالة تلك النقط، بل ويعيد الوضوء على قول بعض أهل العلم، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي وفي ظهر قدمه لمعة لم يصبها الماء، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء والصلاة. رواه أبو داود، وصححه الألباني.

وفي الأخير نوصي السائل الكريم بالانتباه إلى طهارته والاجتهاد فيها، وفي نفس الوقت نحذره من الوساوس والاسترسال فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني