الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تدعو البنت أباها ليعود إلى الإسلام؟

السؤال

عمري 13 سنة، أعيش مع والديّ، ولكن والدتي دائما كانت تقول لي: إن والدي غير مؤمن، أو يقول-عياذًا بالله- إن الرسول -عليه الصلاة
والسلام- هو من كتب القرآن، وللأسف الشديد لا يصلي، ولا يصوم، وهذا حدث منذ أن كان عمره 15 سنة، وللأسف يسب الحجاب، ولكنه لا يمانع من أن أرتديه، وأيضا يرى بأن الصوم فرض لمن أراد ذلك -على حسب ما فهمت منه-، وإن لم يُرِد القادر على الصيام يستطيع أن يدفع فدية طعام مسكين- يقصد لمن ليس لديه عذر، أي قادر، ولكن لا يريد الصوم-، ولكن في أحيان أخرى أراه يقول: "الأعمار بيد الله"، وهكذا. ولكني لاحظت أنه بدأ يقول ذلك: منذ أن هداني الله-الحمد لله-، ولكن أشعر في نبرة صوته الصدق، وأتذكر عندما سألته في السابق عندما كنت طفلة:(هل أنت لا تؤمن بالله) فقال: لا، أنا أؤمن به بنسبة 70 بالمئة ، أو 60 بالمئة، وأتذكر قديما كان عمري تقريبا 8 سنوات أخبرني أنه غير مؤمن بالشيطان، والنار، وهكذا.
وكثيرا ما يقول: إنه لا يوجد شيوخ، يجب أن نفسر القرآن بأنفسنا، وللأسف أحل والدي أن تكون هناك صداقة بين الفتى والفتاة -هو حرم الزنا، ولكن لم يحرم الصداقة-. أسأل الله أن يهديه، ولكني منذ شهور رأيت سلسلة جميلة جدا، والكثير رجعوا إلى لإسلام بسببها، ولكن والدي لا يحب صانع الفيديو، ولكني أريد أن أرسل له هذه السلسلة؛ لعله يرجع إلى الإسلام إن لم يكن قد تاب -الله أعلم-.
ولكنه لازال حتى الآن يسب الحجاب، ويفسر آية الحجاب بطريقة أخرى. ولا أعلم هل أرسل له السلسلة أم لا؟ لإني إن أسلتها يغلب على ظني أنه قد يسب الدين بينه وبين نفسه، وقد يغتاب صانع الفيديو، وقد يتكلم معي في الدين، ويحل الحرام، وأنا اخشى من ذلك، ولا أعرف.
هل أرسلها له أم لا؟ أرجوكم أخبروني.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان والدك على الحال التي ذكرت، فهو على نهج خطير، وأفكار منحرفة، وجملة منكرات منها ما يخرج عن ملة الإسلام، نسأل الله تعالى له التوبة، والهداية إلى الصراط المستقيم.

وأول ما نوصيكم به كثرة الدعاء له بالخير والصلاح، وقد أمر الله تعالى بالدعاء، ووعد بالإجابة، كما قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

ثانيا: يجب نصحه بالرفق والحسنى، وتخويفه بالله تعالى، وبسوء عاقبة أمره لو أنه لقي ربه -سبحانه- على هذه الحال، وخسرانه الدنيا والآخرة. وينبغي أن يسلط عليه بعض الفضلاء من الناس، فلعل الله يجعلهم سببا في هدايته.

ثالثا: لا بأس بإرسال تلك السلسلة المذكورة إليه، إن رجوت تأثيرها عليه، وطمعت في هدايته بسببها، ومجرد احتمال كونه قد يغتاب صانع الفيديو، أو نحو ذلك، فهذا لا ينبغي أن يكون مانعا من ترغيبه في الدين، ودعوته إليه بالحكمة، والموعظة الحسنة؛ لأن ذلك من أعظم البر به.

وإن غلب على الظن حصول عكس ما يرجى من إرسال السلسة الدعوية إليه، فاتركي ذلك، واتخذي ما يمكن من الوسائل الأخرى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني