الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع الابن من الدعوة إلى الله خوفا عليه

السؤال

أحب الدعوة إلى الله، وبدأت في ذلك. ولكن والديَّ يرفضان ذلك، خوفا من أن يصيبني مكروه بسبب الدعوة. ولكني أحب الدعوة إلى الله جدا ولست على استعداد لتركها.
أرجو الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالدعوة إلى الله -تعالى- من أفضل الأعمال، وأعظم القربات. قال الله: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}.

والنصوص في هذا المعنى كثيرة، بيد أننا ننصحك بضرورة الاجتهاد في التعلم؛ لتكون دعوتك على بصيرة، ولئلا تفسد من حيث تظن أنك تصلح، قال الله: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف:108}.

ثم إن وسائل الدعوة في زماننا كثيرة جدا، والحمد لله، وكثير منها غير مخوف العاقبة، فاسلك من هذه الوسائل ما لا يغضب والديك، ولا يثير مخاوفهما عليك، مع تحقيق مقصودك من الاشتغال بتعبيد الناس لله - تعالى- ونشر الخير فيهم، وسدد وقارب. واعلم أنه من يَتَحرَّ الخير يُعْطه.

والجمع بين رضا أبويك وعدم إخافتهما عليك، وحصول مقصودك من الدعوة، متيسر الحصول إن -شاء الله- فعليك أن تسلك السبيل المفضية إلى ذلك، وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني