الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حيثما أدركتك الصلاة فصَلِّ

السؤال

أعمل سائق شاحنة لمسافات أكثر من: 200 كم، وأحيانا: 700 كم، وعملي يبدأ الساعة السابعة صباحا، وينتهي الساعة الرابعة، أو الخامسة عصرا، وأنا مريض بالسكري -وأنتم بكرامة- أذهب إلى الحمام كثيرا على الطريق، وللأسف هنا لا يوجد مكان لكي أتوضأ فيه، أو أصلي على الطريق، والطريق للأسف لا توجد به استراحات، ولا أستطيع الوقوف، فهل أستطيع جمع صلاة الظهر والعصر عندما أصل بيتي؟ وهل عند جمع الصلاتين يجب عليَّ صلاة السنة أيضا؟ أم أترك هذا العمل الذي يمنعني عن الصلاة في وقتها لوجه الله، وأبحث عن غيره؟
وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أن شأن الطهارة والصلاة في السفر هين، ولا يتوقف شأنهما على ترك العمل، أو على وجود استراحات، أو أماكن للصلاة، إذ يمكنك أن تحمل معك من الماء ما يكفي للطهارة والصلاة، وإن عدمت الماء جاز لك التيمم والاستجمار بالحجارة ونحوها، وحيثما أدركتك الصلاة فصَلِّ، ففي الحديث: جُعِلَتِ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيْنَمَا أَدْرَكَ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي الصَّلَاةُ صَلَّى. متفق عليه.

وعلى كل حال؛ فإن دخل عليك وقت الظهر وأنت مسافر، وعلمت أنك ستصل إلى مدينتك قبل خروج وقت العصر، فلا حرج عليك أن تؤخر الظهر وتصليها جمعا مع صلاة العصر، ويلزمك حينئذ أن تتمها أربع ركعات، ولا تقصر.

وسؤالك عن السنة القبلية والبعدية: هل تجب عليك صلاتها؟ جوابه: أن تلك السنن صلوات مستحبة، وليست واجبة، فلا يجب عليك صلاتها، سواء كنت مسافرًا أو مقيمًا، عند الجمع، وفي غير الجمع.

وإن أردت صلاة سنة الظهر؛ فإنك قبل الجمع بين الظهر والعصر تصلي سنة الظهر، ثم تصلي الفرضين، ثم بعد العصر تصلي السنة البعدية للظهر، وانظر الفتويين: 266401، 171921.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني