الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهل باب الريَّان هم الذين يكثرون من الصيام

السؤال

من الذين يدخلون من باب الريان في الجنة. هل الذين يموتون وهم صائمون، أو الذين يصومون حتى ولو ماتوا وهم مفطرون، أو الذين يموتون في رمضان؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمقصود بالصائمين هنا: الذين يكثرون من الصوم في الدنيا، وليس المقصود من مات صائما، ولا من مات في رمضان.

قال القسطلاني في إرشاد الساري: (إن في الجنة بابًا يقال له الريان)، نقيض العطشان، وهو مما وقعت المناسبة فيه بين لفظه ومعناه، بأنه مشتق من الريّ، وهو مناسب لحال الصائمين؛ لأنهم بتعطيشهم أنفسهم في الدنيا، يدخلون من باب الريان؛ ليأمنوا من العطش. اهـ.

وقال المناوي في فيض القدير: (يقال له الريَّان) بفتح الراء، وشدة المثناة التحتية، فعلان من الري، وهو باب يُسقَى منه الصائم شرابا طهورا قبل وصوله إلى وسط الجنة؛ ليذهب عطشه. وفيه مزيد مناسبة وكمال علاقة بالصوم، واكتفى بالري عن الشبع لدلالته عليه، أو لأنه أشق على الصائم من الجوع (يدخل منه) إلى الجنة (الصائمون يوم القيامة) يعني الذين يكثرون الصوم لتتكسر نفوسهم، لما تحملوا مشقة الظمأ في صومهم، خصوا بباب في الري والأمان من الظمأ قبل تمكنهم، ومن ثم كان مختصا بهم. اهـ.

وفي التيسير شرح الجامع الصغير: (يدخل منه) إلى الجنة (الصائمون يوم القيامة) يعني الذين يكثرون الصوم في الدنيا (لا يدخل منه أحد غيرهم). اهـ.

وقال الطيبي في مشكاة المصابيح: والمعنى: أن الصائم بتعطيشه نفسه في الدنيا، يدخل من باب الريان ليأمن من العطش. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني