الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال العفو هل يعتبر من طلب المغفرة؟

السؤال

هل دعاء: " اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني" يعد من صيغ الاستغفار؟
وهل يجوز الذكر به بعدد معين: 50 مرة، أو مائة مرة؟
وهل ينوب عن الاستغفار أو لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس سؤال العفو هو عين طلب المغفرة، لا لغة ولا شرعا، ولذا فإن سؤال العفو لا يقوم مقام الواجب من الاستغفار عند من أوجبه؛ كسؤال المغفرة بين السجدتين، عند الحنابلة، والمغفرة أبلغ من العفو عند كثير من أهل العلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: العفْوُ مُتَضَمِّنٌ لِإِسْقَاطِ حَقِّهِ قِبَلِهِمْ وَمُسَامَحَتِهِمْ بِهِ، وَالْمَغْفِرَةُ مُتَضَمِّنَةٌ لِوِقَايَتِهِمْ شَرَّ ذُنُوبِهِمْ، وَإِقْبَالِهِ عَلَيْهِمْ، وَرِضَاهُ عَنْهُمْ؛ بِخِلَافِ الْعَفْوِ الْمُجَرَّدِ؛ فَإِنَّ الْعَافِيَ قَدْ يَعْفُو، وَلَا يُقْبِلُ عَلَى مَنْ عَفَا عَنْهُ، وَلَا يَرْضَى عَنْهُ. فَالْعَفْوُ تَرْكٌ مَحْضٌ، وَالْمَغْفِرَةُ إحْسَانٌ وَفَضْلٌ وَجُودٌ. انتهى.

فينبغي للمسلم أن يجمع بين هذه الأدعية، وأن يكثر من الاستغفار ما أمكن، وأن يسأل الله العفو كذلك كثيرا، فإنه أمر حسن.

ولا بأس بتكرار سؤال العفو خمسين مرة، أو مائة مرة، أو أكثر أو أقل، ما لم يعتقد أن لهذا العدد المخصوص الذي رتبه فضلا معينا، حذرا من الدخول في حد البدعة الإضافية.

وأما قيام سؤال العفو مقام الاستغفار، فقد بينا جوابه، وأنه لا يقوم مقامه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني