الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انقطع حيضها بعد طلوع الفجر ولم تبيِّت النية للصيام

السؤال

في رمضان وقد قرب وقت الطهارة من الحيض، استيقظت قبل الفجر بربع ساعة للتأكد من الطهارة، فوجدت كدرة تابعة للحيض، فلم أعقد نية الصيام، وبعد طلوع الفجر لم ينزل عليَّ شيء، فهل أفطر هذا اليوم أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا لم يحصل لك اليقين أن الطهر قد حصل قبل الفجر، بل شككت في كونه حصل قبل الفجر أو بعده، فإن حصول الطهر يضاف إلى ثاني الزمنين. ومن ثَمَّ، فيحكم بحصوله بعد الفجر، وانظري الفتوى: 166109.

ثم هل يلزمك الإمساك والحال هذه؟ قد اختلف أهل العلم في الحائض ونحوها يزول عذرهم بالنهار، هل يلزمهم إمساك بقية اليوم أو لا؟

والمفتى به عندنا أنه لا يلزمك الإمساك، ويجوز لك أن تفطري بقية يومك، وانظري الفتوى: 126918.

وأما إذا تيقنت أن الطهر قد حصل قبل الفجر: فصيام هذا اليوم واجب عليك، وإذا فاتك تبييت النية، فالواجب عليك أن تمسكي يومك هذا، وأن تقضي صوم هذا اليوم، لفوات تبييت النية الذي هو شرط في صحة الصوم.

قال البهوتي: وَلَوْ نَوَتْ حَائِضٌ، أَوْ نُفَسَاءُ، صَوْمَ غَدٍ، وَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّهَا تَطْهُرُ لَيْلًا صَحَّ، لِمَشَقَّةِ الْمُقَارَنَةِ، وَلَوْ نَسِيَ النِّيَّةَ، أَوْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ مِنْ الْغُرُوبِ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ لَمْ يَصِحَّ صَوْمُهُ، لِعَدَمِ النِّيَّةِ. اهـ

فدل كلامه -رحمه الله- على أن من لم تنو أصلا، فصومها غير صحيح، وأن الحائض لا تجزئها النية من الليل إلا بشرطين، أن تحصل النية فعلا، وأن تعلم انقطاع حيضها قبل الفجر، وانظري الفتوى: 127130.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني