الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوقوع في المحرمات بسبب شدة الشهوة

السؤال

أنا مغترب، ومتزوج، وشهوتي عالية لا أستطيع التحكم فيها، وأمارس الجنس مع فتيات متزوجات، ومطلقات، وأرامل على النت، ولا أستطيع أن أصبر، وأحاول بكل جهدي، ولا أقدر، إلا بعد ممارسة العادة من خلال كاميرا، أو مايك، أو كتابة، فهل أنا زانٍ؟ ولماذا لا أستطيع التوقف وتكرار الذنب والندم؟ ولماذا تسيطر عليَّ الشهوة بهذا الشكل؟ وهل لو مارست العادة بدون مكالمة مع أحد يكون أفضل؟ وماذا عليَّ أن أفعل؟ مع العلم أنني أصلي، وأحاول، ولا أستطيع.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما تفعله من المحرمات المنكرة التي يجب عليك المبادرة بالتوبة منها، والاستمناء بدون هذه المكالمات محرم كذلك لا يجوز، والواجب عليك الكف عن هذا كله طاعة لله تعالى.

ويعينك على ذلك أن تستقدم زوجتك إن لم تكن معك، فإن كانت معك، فاكتفِ بها، واستغن بما أباح الله لك عما حرم عليك، ولو لم تكن مستغنيا بها، فلك أن تتزوج بأخرى.

وأما العدول إلى ما حرمه الله تعالى؛ فمما يستجلب سخطه، ويحل بالعبد غضبه سبحانه ونقمته.

ويعينك على التوبة من هذه الآثام أن تستحضر مراقبة الله تعالى لك، واطلاعه عليك، وأنه لا تخفى عليه خافية من أمرك، وأن تتفكر في القيامة وأهوالها، وتحذر النار، وما أعد لأهلها من النكال والعقوبة، وأن تتفكر في أسماء الرب وصفاته، فتستحضر أنه قوي شديد العقاب، وأنه سبحانه يغار، وغيرته أن يأتي العبد ما حرمه الله عليه، وأكثر من الصيام فإنه لك وجاء، والزم الذكر والدعاء سائلًا الله أن يصرف عنك السوء والفحشاء، وجاهد نفسك.

وإذا قُدِّر ووقعت في المعصية، فعد وتب مهما تكرر منك الذنب، فلا تمل من تكرار التوبة، فإن الله تعالى لا يمل حتى يمل العبد، والله يهديك لأرشد أمرك.

وراجع الفتوى: 7170.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني