الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على الزوج الالتزام بطلب والد الزوجة بعدم مسها قبل الزفاف؟

السؤال

عقد قراني منذ ثلاثة أشهر، وقبل العقد طلب والدي من خطيبي أن نظل كمخطوبين، بمعنى أن لا يحدث بيننا أي شيء من لمس وغيره، إلى حين موعد الزفاف بعد 4 أشهر، فهل هذا شرط يجب على زوجي الالتزام به؟ وهل سيكون عليه ذنب إذا لم يلتزم بما طلبه منه والدي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه ينبغي للزوج الوفاء بالوعد إن كان وافق على طلب والدك عدم قربانك قبل الزفاف، فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالوفاء بالعهد، فقال تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا {الإسراء:34}.

وأثنى سبحانه على أنبيائه بوفائهم بالوعد، قال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا {مريم:54}.

كما حذر النبي- صلى الله عليه وسلم- من إخلاف الوعد، وذكر أنه من صفات المنافقين الذميمة، فقال: أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر.

وفي الحديث الآخر: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان. متفق عليهما.

وقد أخذ بعض العلماء من هذه النصوص، وغيرها: وجوب الوفاء بالوعد، وإثم من لم يف بوعده بلا عذر، وانظر الفتويين: 138170، 12729.

ويتأكد الوفاء بالوعد إذا كان يترتب على إخلافه مفاسد كبيرة، وإخلاف الزوج وعده بعدم قربان الزوجة قبل الزفاف قد يترتب عليه مفاسد عظيمة، وشرور وخيمة -كما هو واقع مشاهد- فقد يطلق الزوج قبل الزفاف فتتورط البنت وتفقد بكارتها، وربما تحمل، فتتهم في شرفها، إلى غير ذلك من المفاسد الكثيرة.

ومن جهتك أنت: فينبغي لك أن تتفهمي موقف والدك، وأن اتفاقه مع الزوج ما كان إلا حرصا عليك، وعلى سمعتك، وسمعة العائلة، ولا يليق بك أن تحرجي والدك، وتعيني الزوج على إخلاف الوعد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني