الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن اجتماع الملائكة والشياطين معا عند احتضار ابن آدم؟

السؤال

يوجد في الكتب والأحاديث أن الشيطان يأتي إلى ابن آدم عند الاحتضار، ويحاول أن يدخله دينا غير دينه. وقد يتشكل بصورة أحد أبويه إلى آخره. وفي نفس الوقت يكون ملك الموت حاضرا فوق رأسه، ومعه ملائكة آخرون.
فكيف يلتقي ملك الموت مع الشياطين؟ وهنا أقصد كيف يلتقون في مساحة ضيقة بنفس الغرفة مثلا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأمور الغيب مما لا ينبغي التعرض للسؤال عن كيفيته، فإن هذا مما لا سبيل إلى العلم به.

ولم يرد في النصوص -بحسب علمنا- ما يفيد امتناع الملائكة من الوجود في مكان فيه شياطين، والعكس، وهذا الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذا فإن الكرام الكاتبين معه لا يفارقونه، كما قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {الانفطار: 10-12}. وقال: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ {الرعد:11}.

والحاصل أن ما ذكرته من وسوسة الشيطان للعبد عند موته مع وجود الملائكة لقبض روحه، ليس مما يمتنع لا عقلا ولا شرعا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني