الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

السؤال

اشتركت في تطبيق فيه برامج، ومسلسلات، وأناشيد، لقنوات شبكة محافظة، وفيه أيضاً بث مباشر لهذه القنوات، والشبكة، رغم أنه ليست فيها موسيقى، أو إيقاعات، أو نساء، إلا إن لديهم مخالفات في قنواتهم، وقد أنكرت عليهم الكثير، وأرسلت للقناة، وللتطبيق، ولكنني في كل مرة أرى منكرا في حلقة من برنامج، أو مسلسل، أو أنشودة، فهل يجب علي كل ما أرى منكراً أن أنكره؟ وربما تكون الأشياء المنكرة كثيرة، أم أتابع وأنكر بقلبي فقط؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يجب على المسلم إنكار ما يراه من المنكر إذا استطاع إنكاره، وكان متأكدا من كون المنكر محرما متفقا على تحريمه، ويشترط أن يكون المُنكِر عالما بالحكم الشرعي في ذلك، لئلا ينهى عما لم يحرم.

فقد قال الخرشي في شرح مختصر خليل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية، بشروط: أن يكون الآمر عالما بالمعروف والمنكر، لئلا ينهى عن معروف يعتقد أنه منكر، أو يأمر بمنكر يعتقد أنه معروف... وأن يكون مجمعا على تحريمه، أو يكون مدرك عدم التحريم فيه ضعيفا... اهـ.
ويشترط في وجوبه كذلك أن لا يكون في الإنكار حرج، ولا مشقة كبيرة، فإن تكرر المنكر، وكثر جدا، فلا يلزم الإنكار كلما رأيته، لما في ذلك من الحرج، والضيق، والمشقة، ولقول الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}.

وقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}.

وللقاعدة الفقهية: الأمر إذا ضاق اتسع.
ولما في الحديث الذي رواه مسلم: من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع، فبلسانه، فإن لم يستطع، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.

وراجعي الفتوى: 383455.

ولمزيد فائدة راجعي الفتاوى: 231019، 291343 124424

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني