الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلع حق لمن كرهت زوجها ونفرت منه

السؤال

أعرف جيداً بأن سؤالي هذا سوف يحير جميع من سيقرأوه منكم، لأنه في الحقيقة الأمر وضع غريب جداً ورهيب قد خصني الله به سبحانه وتعالى، وأنا رجل أحفظ من القرآن سورة البقرة وآل عمران وأصلي في المسجد والحمد لله، ولا أزكي نفسي على الله أبداً، وبسم الله أبدأ: أنا رجل تزوجت من سنتين من زوجة قلبت حياتي جحيماً من يوم العرس، إذ أصرت على التصوير في القاعة المخصصة للحريم وقلت لها سوف تقومين بإثم عظيم فقالت لي مدعومة من قبل أهلها نرجوك أن تدعنا نفرح في هذه الليلة واضطررت أن أسكت عن هذا الخطأ الفادح من أجل أن نكف عن أنفسنا الفضائح وكلام الناس، المهم بعد الانتهاء من مراسم الحفل توجهنا إلى بيتنا الجديد وحاولت أن أفض غشاء بكارتها ولكن وكأن هناك حائلا بيني وبينها وفي الحقيقة عضوي الذكري ينتصب انتصاباً قوياً ولكن عندما اقترب منها لا يكون منتصباً ذاك الانتصاب الذي يخولني بأن أقحمه في فرجها، فقلنا ليست مشكلة فلنحاول غداً، المهم حاولنا مراراً وتكراراً ولمدة ستة أشهر، استطعت بعدها أن أفض غشاء بكارتها ولكن دون إيلاج كامل في فرجها وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله ما هذا البلاء العظيم الذي ابتليت به والحمد لله على كل حال، عرضنا أنفسنا على بعض المتخصصين في علم الربط بين الأزواج وقمنا ببعض الأفعال مثل الاستحمام بماء مقروء عليه، بالإضافة إلى مسح الأعضاء التناسلية بزيت زيتون مقروء عليه ولكن دون فائدة، وأصبح هناك ضغوط على زوجتي من قبل أهلها بأن قالوا لها أتركيه وشكوني لوالدي الذي عرف بعد زواجي بأنني لا استطيع أن أجامعها بالرغم أني قلت لزوجتي لا تخبريهم فقالت لي لا بد من إخبار أهلي، وتفشى الموضوع بين أهلي وأهلها وكم كان هناك من الحرج الكبير علي، اتفقت مع زوجتي أن نجعل الأمر سراً بيني وبينها بأن نقول لهم أنه تم إيلاج كامل وفض الغشاء كاملاً لنبعد عنا أعينهم ونظراتهم المشفقة علينا وشر أهلها عني، مع العلم بأن زوجتي عنيدة ولا تطيعني في كثير من الأمور وحدث من المشاكل الشيء الكثير، فأصبحت تقول لي لو أن المعاشرة الجنسية بيننا طبيعية كنت لا تعمل مشاكل معي، وزوجتي في حقيقة الأمر عنيدة ومتفردة برأيها ولا تطيعني في كثير من الأمور وهذا أصلاً في شخصيتها ولكنها أصبحت تمارس هذه الورقة كضغط علي، فقلت لها يمكنك الذهاب إلى المحكمة ليقوموا بخلعك مني، ولكنها كانت في كل مرة ترفض الذهاب إلى المحكمة، فقلت لها لم لا نجرب طريقة قد نكون نحن السباقين فيها يمكن على مستوى العالم، هل تريدين أولاداً، فقالت هذا حلمي ولكن كيف سننجب وأنت لا تستطيع أن تدخل عضوك في فرجي؟؟ فقلت لها سأقوم بفرك عضوي على عضوك وعندما أحس بأنني سوف أقذف المني سأقوم بحشره في فرجك لعل الله يرزقنا، والحمد لله مباشرة وبعد أن قمنا بهذه الحركة وفي نفس الشهر رزق الله زوجتي حملاً والحمد لله رزقنا بولد جميل، مع العلم أنه في فترة الحمل كانت المشاكل لا تهدأ وحتى كتابتي لكم هذا الاستفسار، أخر التطورات بيني وبينها أنها أصبحت في كل مشكلة تحدث تقول لي إما أن تعاملني بالمعروف أو تطلقني لأنك تعمل المشاكل هذه لأنك غير مشبع جنسياً، وسوف أضطر أن أفشي سرنا، فقلت لها توكلي على الله وأفعلي ما شئت، والله أيها المتلقي لهذه الفتوى إني لا أقصر معها، وأخصص لها راتباً شهرياً بالرغم من أنها تعمل، ولا أجعلها تطبخ كثيراً فأقوم بشراء الأكل من المطعم، وأكرمها وأكرم أهلها، ولا أجعلها تساهم في مصروف البيت بالرغم من تقصيرها في واجبات البيت نتيجة عملها ولا أعاملها بقسوة وكلما أرادت أن تخرج سمحت لها بذلك، وأنا أقدر لها صبرها (المعاشرة الجنسية) ولكنها تذهب في تمادي يوماً بعد يوم، وآخر مشكلة بيني وبينها أنه حصل سوء فهم بينها وبين أختي فقالت والله لن أذهب إلى أهلك طالما أختك موجودة هناك وسوف أقوم بوصل أبيك وأمك عن طريق التليفون، فقلت لها والله العظيم لن أصالحك حتى تذهبي لأهلي وبوجود أختي (غير المتزوجة) فخاصمتها أسبوعين وجائتني بعدها تقول لي هل أنا رخيصة عندك لهذه الدرجة إذ تربط علاقتك بي بأن أذهب إلى أهلك بحضور أختك التي أخطأت في حقي ورجعت مرة أخرى تقول لو كان هناك لقاء جنسي بيني وبينك لما سمحت لنفسك أن تتركني أسبوعين دون أن تقرب مني، وأنا أخيرك الآن إما أن تسقط شرطك بالذهاب إلى أهلك بحضور أختك، وإما أن تسرحني بإحسان، قلت والله لن أسرحك، إذا أحببتي الفراق فأذهبي إلى المحكمة وخلصي نفسك مني، أما فأنا لن أطلقك أبداً أبداً، فما رأي سيادتكم في هذا الوضع بشكل عام وما هو رأي الشرع لو طلبت من المحكمة الخلع، هل ستقوم المحكمة بخلعها والحكم بأن تأخذ مؤخر الصداق وأكون أنا الخاسر الأكبر في زواجي هذا لأن المحكمة ستلزمني بالنفقة على ولدي حتى يكبر، وما هو رأيكم لو كان أحد إخواني المقيمين عند أبي وأمي قد سمعتهم زوجتي وقد استرقت السمع من خلف الحائط بأنهم يغلطون عليها، هل يحق لها أن لا تذهب إلى أبي وأمي بوجودهم، أنا أعرف بأنه يجب عليها أن تذهب لهم دون التعلل بإخواني ولكن وددت أن أسمع وأعرف رأي الشرع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكما أن الله تعالى أعطى الرجل الحق في الطلاق إذا كره المرأة واستحالت الحياة بينهما فكذلك أعطى المرأة الكارهة لزوجها والنافرة منه حق طلب الاختلاع والافتداء منه بمال تعرضه عليه، قال الله تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229]، وفي الحديث أن امرأة ثابت بن قيس جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ما أنقم عليه من خلق ولا دين إلا أني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حديقته؟ فقالت: نعم، فردتها عليه فأمره ففارقها. وفي رواية قال له: أقبل الحديقة وطلقها تطليقة. رواه البخاري.

فطلب المرأة الخلع من زوجها -لاسيما والزوج غير قادر على أداء حقها في المعاشرة والجماع كما ذكر السائل- حق شرعي لها واستجابة الزوج لهذا الطلب أمر مطلوب شرعاً، وقد صرح العلماء باستحباب ذلك من الزوج، قال البهوتي في كشاف القناع: ويسن له إجابتها أي إجابة زوجته المخالعة لحديث امرأة ثابت بن قيس وقد تقدم، ولا يسقط شيء من الحقوق الزوجية بسبب الخلع ومن ذلك مؤخر الصداق إلا إذا افتدت به مقابل الخلع، وأما بشأن الذهاب إلى الأبوين لأن إحدى الأخوات غلطت عليها فاعلم أنه لا يلزمها ولا يجب عليها أن تذهب إلى أبويك وأن تسكن في بيت أبويك وإخوانك، بل لها الحق أن تطلب بيتاً وسكناً خاصاً بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني