الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الالتزام بالشروط المباحة للمواقع وتحريم التحايل عليها

السؤال

أصبحت شركة فيسبوك الآن تغلق الحسابات الإعلانية بسرعة. بحيث إذا قمت بنشر إعلانك اليوم، فسيغلق حسابك غدا، أو بعد غد.
لذا أصبح بعض الأشخاص يصنعون حسابات فيسبوك وهمية، لكنها قوية، ولا تغلق إلا بعد مدة طويلة جدا.
وقد علمت أنهم يستعملون تقنية الذكاء الاصطناعي لشكيل وجوه بشرية، لكنها مزيفة، وليست لأشخاص آخرين، يكفي أن تضغط على Generate Face ثم تظهر لك صورة لشخص تحسبها حقيقية، لكنها وهمية.
فهل يحرم علينا شراء هذه الحسابات؟ وهل في هذا مضاهاة لخلق الله سبحانه وتعالى؟
سبب استعمالهم لهذه التقنية هو تشديد فيسبوك حول أمر تأكيد الهوية: إن لم تضع صورتك يغلق الحساب، وقد يصل الأمر إلى ضرورة تأكيد الهوية حوالي 3 مرات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس الإشكال الأكبر في التصوير؛ فالمفتى به عندنا أن تصميم الصور الرقمية لا يدخل في التصوير المحرم.

وراجع في ذلك الفتويين: 360514، 314482.

ولكن الإشكال الحقيقي في أصل المسألة! وهو التحايل على شروط الموقع، فالشروط المباحة الأصل فيها الصحة واللزوم.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقا، وأبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني.

وقال القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم، وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى الكبرى): إذا كان حسن الوفاء، ورعاية العهد مأمورا به. علم أن الأصل صحة العقود والشروط؛ إذ لا معنى للتصحيح إلا ما ترتب عليه أثره، وحصل به مقصوده، ومقصوده هو الوفاء به.

وإذا كان الشرع قد أمر بمقصود العهود، دل على أن الأصل فيها الصحة والإباحة ... اهـ.

وقال في موضع آخر: تصح الشروط التي لم تخالف الشرع في جميع العقود. اهـ.

فإذا كان الموقع يشترط شروطا مباحة في الحسابات الإعلانية، فهي شروط لازمة، ولا يصح التحايل عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني