الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة "عدد كمال الله"

السؤال

ما رأي فضيلتكم في صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الآتية: اللهم صلى على سيدنا محمد عدد كمال الله؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أكثر الناس حبا للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له هم الصحابة رضوان الله عليهم، وقد ثبت أنهم لما نزل الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم طلبوا منه أن يعلمهم كيفية الصلاة عليه، ففي الصحيحين من حديث كعب بن عجرة قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك، قال: قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم أنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. رواه البخاري ومسلم.

وبناء عليه فإن الأولى بالمسلم اتباع السلف والالتزام بالمأثور وعدم الإحداث في مجال العبادات، ثم إنه قد جوز أهل العلم الاتيان بغير الصيغة التي علمها الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه واستدلوا لذلك بإقراره للصحابة الذين كانوا يلبون بألفاظ أخرى غير التلبية التي لبى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن محل هذا إذا صلى بما لا محذور فيه، وأما اللفظ المذكور في السؤال فإنا نرى أنه يتعين تركه لأن كمال الله تعالى غير معدود فعليك أن تستغني بالمأثور فهو أفضل وأسلم.

هذا وقد نبه ابن عابدين في رد المحتار على أنه يكره كراهة تحريم ما يؤثر عن بعضهم من الصلوات مثل: اللهم صل على محمد عدد علمك وحلمك ومنتهى رحمتك وعدد كلماتك وعدد كمال الله ونحو ذلك، وقد علل ذلك بأنه يوهم تعدد الصفات الواحدة أو انتهاء متعلقات نحو العلم ولا منتهى لعلمه ولا رحمته ولا كماله، ولفظه عدد ونحوها توهم خلاف ذلك، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5025، 4863، 18845.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني