الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط بث المقاطع في المواقع والتكسب منها

السؤال

زوجي يقوم بفتح بثوث على التيك توك، ويتكلم مع المتابعين بأمور عادية، وأحيانا بأمور مفيدة، وأحيانا يدخل تحديا مع بنات، أو شباب، ويتكلم معهم.
هل هذا حرام؟ وكيف أنصحه بتركه، وعندما يدخل تحد مع أحد، يقوم متابعوه بإرسال هدايا له، يستطيع صرفها، والحصول على مال منها.
هل يعتبر هذا مالا حراما؟ حيث إنه يعتبر نفسه أنه يعمل، ويصرف على منزلنا من هذه الأموال، وأنا خائفة أن آكل مالا حراما، أو أطعم أولادي مالا حراما.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يمكننا الحكم على خصوص ما يفعله زوجك، ولكن نقول على وجه العموم: إن بثَّ ما هو مباح، أو مفيد، لا حرج فيه، إن خلا من المحاذير الشرعية، ككشف العورات، وظهور النساء السافرات، وخضوعهن بالقول، أو فعلهن ما يدعو إلى الفتنة، وغير ذلك من المحاذير الشرعية. فإن خلا البث من ذلك، فلا حرج على صاحب البث أن يقبل ما يهدى إليه من متابعيه بسبب ما يبثه.

وأما بثُّ ما يحرم بثُّه مما يحتوي على محاذير شرعية، فلا يجوز، ولا يحل التكسب منه، ولا قبول ما يهدى بسببه.

قال ابن عقيل في «كتاب الفنون»: لا شك أن من مذهب أحمد تحريم عوض كل محرم .. واستدل في تحريم عوض الحرام بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله اليهود! حرمت عليهم الشحوم، فباعوها، وأكلوا أثمانها، إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه". اهـ.

وقال القرافي في الذخيرة: المنافع المحرمة لا تقابل بالأعواض. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني