الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حِلُّ أخذ المبلغ الإضافي المقدم لمشتر آخر، متعلق بعلمه ورضاه؟

السؤال

كان هناك ما يشبه العرض: إذا اشتريت بمبلغ معين، يعطونك مبلغا إضافيا مجانا، فالعاملة لدي كانت تريد أن تشتري أغراضا، فجعلتها تشتري وأنا آخذ المبلغ المجاني، حيث أضفت عليه مبلغا بسيطا؛ لأكون قد دفعت معها.
فهل علي ذنب في ذلك؟ وهل يجب علي أن أعيد لها المال، مع أنها قد سافرت، ولا أستطيع التواصل معها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان ما فعلته السائلة بعلم العاملة ورضاها، فلا حرج في ذلك.

وأما الحرج: فهو إن كان بغير علمها ورضاها؛ لأن هذا المبلغ الإضافي تابع للعقد، وحق من حقوقه. فهو لمن اشترى ودفع الثمن، وما دامت السائلة لم تدفع إلا قدرا يسيرا من الثمن، فلا تستحق من المبلغ الإضافي إلا بقدر ما دفعته من جملة الثمن، فإن كانت دفعت عُشْرَهُ مثلا، فليس لها من المبلغ الإضافي إلا العُشر، وهكذا.

وإن كان الأمر كذلك، فحق العاملة في هذا المبلغ الإضافي باقٍ في ذمة السائلة، يجب عليها رده إن أمكن الوصول إليها، وإلا تصدقت به عنها.

قال الغزالي في كتاب: منهاج العابدين، في بيان كيفية التوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الناس، إذا كانت في المال: يجب أن ترده عليه، إن أمكنك، فإن عجزت عن ذلك، لعدم، أو فقر، فتستحل منه، وإن عجزت عن ذلك لغيبة الرجل، أو موته، وأمكن التصدق عنه، فافعل، فإن لم يمكن، فعليك بتكثير حسناتك، والرجوع إلى الله تعالى بالتضرع، والابتهال إليه أن يرضيه عنك يوم القيامة. اهـ.

وراجعي الفتوى: 259096.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني