الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النظر إلى عورة الكافرة لا يختلف عن النظر إلى عورة المسلمة

السؤال

ما حكم النظر إلى فتيات الغرب المتعريات في الرسائل الإلكترونية، والتي كثر إرسالها عبر الإنترنت للشباب العربي خاصة، وهل في ذلك إخلال بالحديث النبوي الذي يقول فيما معناه: أن من تعقب عورة أخيه المؤمن سلط الله عليه من يتعقب عورته حتى ولو في بيته؟ أثابكم الله وعافاكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيحرم النظر إلى الفتيات المتعريات من الغرب أو من غيره سواء في رسائل البريد أو غيرها من وسائل الإعلام والاتصالات، وقد سبق في الفتاوى ذات الأرقام التالية حكم النظر إلى صور النساء: 2862، 10299.

وأما الحديث الذي ذكرت معناه فقد رواه أبو داود عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته. قال الألباني: حسن صحيح.

فهذا الحديث يذكره العلماء ويستشهدون به على حرمة التجسس على المسلمين، وعلى حرمة تتبع عورات المسلمين ومعايبهم والاستكشاف عما ستروه، والنظر إلى صور الفتيات العاريات في الرسائل الإلكترونية لا يستشهد على تحريمه بهذا الحديث بل بالآيات والأحاديث المذكورة في الفتاوى السابق بيان أرقامها.

وإن كنت تريد الاستشهاد به على أن تلك الصور لفتيات غير مسلمات وبالتالي يجوز النظر إليهن وإنما يحرم الاطلاع على عورات المسلمات، فهذا استشهاد في غير محله ولم يقل به أحد، بل النظر إلى عورة المرأة الكافرة لا يختلف عن النظر إلى عورة المسلمة، لأن النهي ورد عام في تحريم النظر إلى النساء عموماً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني