الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا متزوج حديثًا من بنت كانت تعمل في التعليم، وبعد زواجنا سمعت أنها كانت تريد شخصًا كان يعمل معها، علمًا أن هذا الشخص سكّير، فاسق، وعندما تكلّمت معه، تكلّم عنها بسوء، وقال: إنها كانت تجري وراءه، وحينما فاتحت زوجتي بالموضوع، أقسمت أنه كاذب وفاسق، فمن الصادق منهما؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز إساءة الظن بالمرأة المسلمة التي لم يعرف عنها السوء، خصوصًا إن جاء الخبر عن فاسق؛ فإن الفاسق متّهم في خبره، كما قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (الحجرات:6).

فلا ينبغي لك أن تلتفت إلى أقوال هذا الرجل الفاسق، خاصة بعد أن أقسمت زوجتك أنه كذاب، ولا داعي للاستفسار عمن كانت تريد زوجتك قبل زواجك بها؛ لأن ذلك ليس من ورائه خير لكما، بل ينبغي لكما أن تبنيا علاقتكما الزوجية على المودة، وتبادل الثقة، وطي صفحة الماضي، والتوبة إلى الله تعالى.

ثم إن عليك -أيها الأخ الكريم- أن تحذر من تتبع عورات الناس، فقد روى أبو داود عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإن من اتبع عوراتهم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه في بيته. قال الألباني: حسن صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني