الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غرس غرسا وترك الطيور تأكل منه فهل يثاب عليه؟

السؤال

أعانكم المولى عز وجل وجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم، سؤالي هو ( هل يثاب المرء علي ما يفعله مع الطيور)الموضوع أنني أمتلك مزرعة يزرع فيها الخضروات ومزروعات كثيرة وأفرح كثيراً عندما أجد الطيور تأكل مما بالحقل حتى وإن كان ذلك يقلل من الإنتاج عملا بالحديث الشريف الذي يقول فيه سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم: من زرع زرعا أو غرس غرسا فأكل منه طير أو بهيم إلا وكان له به صدقة . علما بأنني أتعمد عدم وضع أشياء تقلل من وجود الطيور التي تأكل الحبوب والخضروات.وأيضا أخرج من المحاصيل الكثير رغم أنني بالنهاية لا أجد المصروفات التي أنفقها على المزروعات وأمني نفسي أن يدخرها لي الله عز وجل بالآخرة.فهل هذا جائز ولي الثواب والأجر من عند الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي صحيح مسلم من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة. وفي مسند الإمام أحمد عن السائب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من زرع زرعاً فأكل منه الطير أو العافية كان له به صدقة. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في كل كبد رطبة أجر. وغفر لامرأة بغي لسبب أنها سقت كلباً، روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها.

وبذلك تعرف أن المرء يثاب بما يفعله من الإحسان إلى الطيور، ولكنه إذا كان تركه المحاصيل للطيور يجعله يعجز عن النفقات والمصاريف الواجبة كان ذلك محرماً عليه، لأن القيام بالواجب أولى من فعل المستحب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني