الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من شروط صحة الزواج إخبار المتزوج أخواته وبناته

السؤال

سني كبير، وأعيش وحدي، ومقتدر ماليا، وصحيا -بفضل الله-. وعندي عاملة في المنزل أصغر مني سنا، وهناك تجاذب بيننا، وأخاف أن لا أقيم حدود الله، ولا أستطيع الزواج منها علنا، بسبب أسرتي -من بنت، وأخوات-. فهل هناك طريقة لأن أتزوجها دون إخطار أسرتي، ولا أتعدى حدود الله سبحانه وتعالى؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا تجوز لك الخلوة بالعاملة، ولا الاختلاط بها على وجه تحصل معه فتنة، وراجع الفتوى: 124694.

وأمّا زواجك منها: فليس من شرط صحته أن تخبر به أولادك، وأخواتك، ولكن من شروط الزواج الشرعي؛ أن يتمّ الإيجاب والقبول بينك وبين ولي المرأة -أو وكيله- في حضور شاهدين، وولي المرأة على الترتيب، على القول الراجح عندنا، هو: أبوها، ثم جدها، ثم ابنها، ثم أخوها الشقيق، ثم الأخ لأب، ثم أولادهم -وإن سفلوا-، ثم العمومة، فإن لم يكن لها ولي، زوجها القاضي، فإذا تمّ العقد بشروطه وأركانه؛ فهو صحيح، ولو لم تعلم أسرتك، أو غيرهم، وإن كان الأولى إعلان الزواج، وعدم كتمانه عن أحد.

قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: فإن عقده بولي وشاهدين فأسرّوه، أو تواصوا بكتمانه، كُره ذلك، وصحّ النكاح، وبه يقول أبو حنيفة، والشافعي، وابن المنذر. انتهى.

واعلم أنّ توثيق عقد الزواج في المحاكم؛ صار ضرورة واقعية لحفظ الحقوق، وراجع الفتويين: 349690 405094.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني